بقلم الأستاذ حميد طولست
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبنفوس يغمرها الحزن والأسى، تلقّت الأسرة الرياضية الفاسية، ومعها كل محبي فريق الوداد الفاسي (WAF)، نبأ وفاة أحد رموزها وأعمدتها التاريخية، المشمول برحمة الله تعالى مولاي إسماعيل السباعي، أحد قدماء لاعبي الفريق، الذين تركوا بصمة محفورة في ذاكرة كرة القدم الفاسية ، وفي قلوب الفاسجديديين والفاسيين عموماً.
لقد كان الفقيد، رحمه الله، أكثر من
مجرد لاعب، بل كان نموذجًا نادرًا في الوفاء والانتماء. عاشقًا لفريق الوداد
الفاسي حتى النخاع، ومتشبثًا بقميصه حتى بعد تقدمه في السن، فكان يضرب به المثل في
الإخلاص، والانضباط، والغيرة الصادقة على الفريق الذي أحبه بكل جوارحه.
عرف بأسلوبه الخاص في اللعبه المتميز
المطبوع بالروح القتالية الراقية، والجدية التي لا تعرف التهاون، الدي جعل من اسمه
مرادفًا للتفاني والتضحية إرثا لم يقف عند حدود المستطيل الأخضر، بل يمتد إلى خارج
الملعب، حيث كان بين أبناء فاس الجديد، وخاصة أحياء المرينيين، ومولاي عبد الله،
نموذجًا في الوفاء والإخلاص، والشغوف بفريقه، والمتمسك بقيم الرياضة الفاس جديدية،
وبسمو أخلاق لاعبيها، ودماثة سلوكهم،
إلى جانب ابتسامته الدائمة التي كانت
تنشر الطمأنينة في من حوله.
لقد ترك رحيله فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه، وزملائه، وكل من
عرفه عن قرب، غير أن ذكراه ستظل خالدة، تُروى على الألسن، وتُحكى للأجيال القادمة
كمثال حي للرياضي الأصيل، الإنسان قبل أن يكون لاعبًا.
وإذ نُعزّي أنفسنا وأسرته الكريمة في
هذا المصاب الجلل، لا يسعنا إلا أن نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته،
ويسكنه فسيح جناته، ويجعل مقامه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
إنا لله وإنا إليه راجعون