بقلم الأستاذ
جميد طولست
في ليلة عادية
جداً نهضة بركان قررت أن تكسر ملل 11 الثانية الأولى من المباراة وتفتح أبواب
التاريخ على مصراعيه بتسجيل أسرع هدف في تاريخ كأس الكونفدرالية الإفريقية أمام
النادي الرياضي القسنطيني. لحظة لا تتكرر كثيرًا، بل ربما لا تُستوعب حتى: هدف قبل
أن تُصب القهوة في المقاهي، وقبل أن يفرغ المعلق من تحيته الافتتاحية!
وكأن اللاعبين
دخلوا المباراة وهم في وضعية استعداد مباشر لتسجيل هدف من حيث لا يدري أحد... حتى
المخرج والمعلق كان لا يزال يضبط نبرة صوته ويقول: مشاهدينا الكرام أهلاً وسهلاً ،
وابتلع عبارتم "بكم في...."وانفجر صارخًا بجنون: هداااااااف ، هداااااف
، الله على نهضة بركان! الهدف من حجرات الملابس يا ناس!" العبارة التي أصبحت
ترندًا على السوشيال ميديا، وتحولت إلى نكتة بسرعة على "إكس" (تويتر
سابقًا) و"فايسبوك"، حيث كتب أحد المتابعين : "المعلق مازال ما
قالش أسماء التشكيلة، وبركان قرروا يختصروا المسلسل في لقطة واحدة".
وكتب آخر :
"الخصم ماكانش مرتب حتى الجرابات، وهم دخلوا المرمى".
الضربة
البركانية فجّرت موجة من التعليقات الساخرة بين جماهير السوشيال ميديا المتفرقة بين
الذهول إلى القهقهة ومنها:
"أقسم
بالله حسبت الهدف إعلان المباراة!"
"تخيل
تكون واقف تجيب العصير وترجع تلاقي 1-0؟"
"لاعبو
قسنطينة كانوا لسا بيعملوا سيناريو المباراة في رؤوسهم!"
"لو في
تقنية VAR للنية، كان الهدف
ممكن يُلغى لأن نيّته كانت شريرة جدًا!"
وكتب أحد
المشجعين:تخيل تبدأ المباراة وانت خاسر وأنت ما زلت تفكر: هل ألعب بخطة 4-3-3؟ ولا
4-4-2؟"
إن هدف
بركان ليس فقط الأسرع، بل هو الأكثر
مفاجأة، وربما الأكثر "وقاحة كروية"، إذ كشف عن عقلية جديدة في التعامل
مع لحظة البداية: لا وقت للمقدمات، لا وقت لجس النبض... الهجوم أولاً والباقي
لاحقاً!إنه إنه ابتكار بركاني سيُدرّس لاحقاً..
المعلق ختم تعليقه على اللقطة بكلمات لخصت كل شيء:مع بركان لا مجال للانتظار... حيث سجلوا قبل أن يُفتح البث الفضائي رسميًا!" فلا تعبثوا مع نهضة البركان،التي كتب اسمها بلقطة تاريخية ستُروى للأجيال، ليس فقط لسرعتها، بل لطرافتها وجرأتها وغرابتها. هدف قال للجميع: إذا لم تكن مستعدًا من الثانية الأولى... فهذه ليست مشكلتنا!