في مشهد يختزل حجم التفاوت في المعاملة
داخل المنظومة الصحية المغربية، تفجرت فضيحة إنسانية بعد حادثة انزلاق طائرة بالقرب من مطار فاس سايس واصطدامها بسور ، حيث تم نقل راعي غنم كان بالقرب من
موقع الحادث وأصيب بجروح خطيرة إلى مستشفى عمومي، قبل أن يتم طرده دون استكمال
العلاج، بينما نُقل طاقم الطائرة إلى مصحة خاصة لتلقي رعاية صحية متقدمة.
وقال الراعي المصاب في تصريح له:
"كنحس بآلام في الصدر والظهر والرجل، فقدت أحد أصابع رجلي، وعندي جروح في
اليد والوجه... فالمستشفى العمومي غير غسلوا ليا الدم وخرجوني، قالوا ليا سير
بحالك، بلا أي اهتمام أو متابعة طبية حقيقية."
وقالت مصادر مقربة من الحادث إن
الراعي، الذي كان يمارس عمله المعتاد في رعي الأغنام قرب المطار، أصيب إصابات
بليغة بعد اصطدام الطائرة بسور المطار، وتم نقله بشكل استعجالي إلى المستشفى العمومي،
لكن تمت معاملته كـ"مواطن من الدرجة الثانية"، على حد تعبير أحد
المرافقين له.
وأوضح بعض شهود عيان أنهم رأوا كيف تم
الاعتناء بطاقم الطائرة فورا، حيث نُقلوا إلى مصحة خاصة مجهزة، بينما تُرك الراعي
في المستعجلات دون اهتمام يُذكر، رغم حالته الصحية الصعبة والصدمة النفسية التي
كان يعيشها.
وأكد حقوقيون أن هذه الحادثة تمثل
نموذجا صارخا لانعدام العدالة في تقديم الرعاية الصحية بين المواطنين، مشددين على
أن "التمييز في المعاملة بين المصابين في نفس الحادثة هو خرق صريح لمبدأ
المساواة أمام القانون، وتقصير فادح في واجب الدولة في ضمان الحق في العلاج للجميع
دون تمييز".
ودعت جمعيات حقوقية إلى فتح تحقيق عاجل
في ملابسات طرد الراعي من المستشفى العمومي، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال
الصحي والإنساني، كما طالبت بتعويض الضحية وضمان حقه في استكمال علاجه ورعايته
الصحية والنفسية.
وتبقى هذه الواقعة، رغم غرابتها، ليست
الأولى من نوعها في مستشفيات البلاد، حيث يتكرر مشهد "التمييز في
العلاج" بين من يمتلك النفوذ أو المال ومن لا يمتلك سوى الألم والانتظار.