بقلم الأستاذ حميد طولست
ما وقع مع اللاعب "باها
الابن" في منتخب أقل من 17 سنة يعيد فتح هذا الملف الحساس. فرغم أنه لاعب ضمن
مجموعة تضم العديد من المواهب الوطنية، إلا أن اسمه لا يُذكر إلا مقترناً بوالده
المدرب، لا من باب الفخر، بل من باب التشكيك والاتهام الضمني. وكأنّ مجرّد كونه
"ابن فلان" يُسقط عنه حق التواجد، ويجرّده من أي موهبة أو اجتهاد قد يكون
بُني عليه اختياره.
لكن، وعلى خلاف ما قد يظنه البعض، فإن
هذه القرابة التي يُعتقد خطأً أنها تُسهّل الطريق، قد تتحول إلى عبء ثقيل.
"كنا نعتقد أن القرابة تسهّل المهمة ولو في غياب الكفاءة، لكن وجدناها عائقاً
وربما حاجزاً، ولو في ظل وجود الموهبة والاستحقاق أيضاً." فابن المدرب يعيش
تحت المجهر الدائم، وتُقرأ خطواته بعين الريبة، ويُحمّل فوق طاقته أحياناً، لا
لشيء سوى أن والده صاحب قرار أو مسؤول.
إنّ الإنصاف الرياضي يقتضي النظر إلى
الأداء دون تمييز، ووزن الاستحقاق بميزان العدل، كما جاء في قوله تعالى: {وَيَا
قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ، وَلَا تَبْخَسُوا
النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}. فالموهبة لا تعرف نسباً، ولا يُفترض أن يُحاسب اللاعب
على قرابته بقدر ما يُحاسب على عطائه داخل المستطيل الأخضر.
نعم، قد تقع المحاباة أحياناً، وقد يتم
إقحام أسماء لا تستحق في بعض التشكيلات، ولكن إنكار المواهب لمجرد قرابتها
بالمدرب، هو ظلم من نوع آخر. وما أحوجنا في رياضتنا الوطنية إلى ثقافة تحترم الجهد
وتُقدّر الكفاءة، دون همز أو لمز، ودون مزايدة على النوايا.
العدالة ليست فقط في إبعاد من لا
يستحق، بل في إنصاف من يستحق، حتى لو كان اسمه باها "ابن المدرب باها".