adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/04/07 - 12:26 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

في زمنٍ اختلطت فيه المواقف، وتاهت فيه البوصلة عند كثيرين، بات لزامًا علينا أن نعيد ترتيب الأولويات، ونذكّر بمعنى الانتماء الحقيقي. نعم، نحن جميعًا ضد الظلم، وضد الاحتلال، وضد التقتيل الهمجي الذي يتعرض له إخواننا الفلسطينيون في غزة والضفة، وهذه قضية لا تحتاج إلى مزايدات، ولا إلى إثبات ولاء. ولكن، هل يجوز أن تتحول عدالة هذه القضية إلى بوابة لخيانة قضايا الوطن؟ هل من المقبول أن نرفع رايات الآخرين ونتناسى علم المغرب في قلب الرباط أو الدار البيضاء؟

عندما يفقد الإنسان الإحساس بقضايا وطنه، وينشغل بالدفاع عن قضايا لا يحمل أصحابها ذرة ولاء أو تقدير لقضيتنا الوطنية، فذاك عين الذل والنفاق. كيف نبرر دعم من يساند أعداء وحدتنا الترابية، ويصطف مع من يشكك في مغربية الصحراء؟ هل رأينا أحدهم – في يوم من الأيام – يحمل العلم المغربي، أو يخرج في مسيرة يعلن فيها دعمه للوحدة الوطنية؟ الجواب معروف. فكيف إذن نسمح لأنفسنا بأن نغفل عن هذه الحقيقة، ونقع في فخ التناقض؟

ليس من الوطنية أن نغض الطرف عن خيانة الداخل، فقط لأن لافتاتها ترفع شعارات إنسانية. وليس من الأخلاق أن نتغافل عن من يطعن في وطننا من الخلف، فقط لأنه يندد بظلم آخر في جهة ثانية من العالم.

الوطني الحق، هو من يضع قضية وطنه في المقدمة، دون أن يسقط في فخ الازدواجية. يستطيع أن يدافع عن فلسطين، ولكن دون أن يخون المغرب. يستطيع أن يندد بالعدوان، ولكن دون أن يصافح من يبارك تقسيم وطنه.

نحن ضد الظلم، ومع فلسطين قلبًا وقالبًا، لكن لسنا مع من يدعم أو يعادي وحدتنا الترابية 

فنعم لفلسطين، ولكن ليس على حساب الصحراء. ونعم للإنسانية، ولكن لا للخيانة.

ومن لا يرى في العلم المغربي رمزًا يستحق أن يُرفع في كل ساحة ووقفة، فهو لا يملك ما يؤهله للحديث باسم الوطن أو أهله.

فلسطين_قضيتنا_لكن_المغرب_أولًاوالوطن_فوق_الجميع ولا_للتطاول_على_الثوابت