شهد أحد شوارع مدينة فاس، يوم أمس،
حادثة غريبة أثارت استياء واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أقدم سائق سيارة
أجرة في حالة انفعال شديد على الصعود فوق سطح سيارة خاصة، وبدأ في خلع ثيابه
احتجاجا على تصرفات سائق السيارة الأخرى.
المشهد، الذي وصفه المارة
بـ"الصادم" و"غير الأخلاقي"، أثار موجة من التعليقات الساخرة
والمنتقدة، خاصة أنه تزامن مع أجواء شهر رمضان المبارك.
الحادث دفع العديد من المارة إلى توثيق
الواقعة عبر هواتفهم ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انتشرت مقاطع
الفيديو بشكل واسع، مصحوبة بتعليقات غاضبة حول سلوك السائق، الذي اعتبر مسيئا
للآداب العامة ويشكل إخلالا بالنظام العام.
أمام حجم الجدل الذي أثارته الواقعة،
سارعت المصالح الأمنية إلى التدخل، لتوقيف السائق بعدما تأكدت من هويته، وفتح
تحقيق في ملابسات الحادث، و اتخاذ اللازم في حقه وفقا للقوانين الجاري بها العمل.
وقد تباينت ردود فعل المواطنين حول
الواقعة، حيث رأى البعض أن تصرف السائق يعكس الضغوط النفسية والعصبية التي يواجهها
العديد من المهنيين خلال شهر رمضان، خاصة في ظل الازدحام المروري والتوتر الناتج
عن الصيام، فيما اعتبر آخرون أن السلوك غير مبرر تماما، ويجب أن يخضع للمساءلة
القانونية نظرا لخرقه لقواعد السلوك العام.
من الناحية القانونية، قد يواجه السائق
عدة تهم، من بينها الإخلال بالحياء العام وتعطيل حركة السير، وهي مخالفات يعاقب
عليها القانون المغربي، ووفقا للفصل 483 من القانون الجنائي المغربي، فإن "كل
من ارتكب علانية فعلا فاضحا مخلا بالحياء يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة
مالية"، كما قد يتم توجيه تهم أخرى بناء على نتائج التحقيق الأمني الجاري.
الحادثة تعيد إلى الواجهة النقاش حول أهمية ضبط النفس والتحكم في الأعصاب، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يزداد الضغط النفسي لدى البعض بسبب الصيام وظروف العمل.