بقلم الأستاذ حميد طولست
تثير مواقف بعض أعضاء اتحاد شمال
إفريقيا لكرة القدم (UNAF) تساؤلات مشروعة حول الغاية من وجود هذا
الكيان، خاصة في ظل غياب التضامن بين أعضائه في المحافل الدولية. فقد كشفت
الانتخابات الأخيرة داخل الاتحادين الدولي والإفريقي لكرة القدم عن تباين واضح في
المواقف، حيث امتنع ممثلو الجزائر وتونس عن التصويت لصالح فوزي لقجع، الذي يمثل
المغرب، لصالح مرشحين من خارج المنطقة، وهو ما يضع علامات استفهام حول جدوى هذا
الاتحاد في ظل هذه التناقضات.
فمن الناحية النظرية، يُفترض أن يكون
اتحاد شمال إفريقيا منصة لتعزيز التعاون والتضامن بين دول المنطقة في مجال كرة
القدم، بما يخدم مصالحها المشتركة ويعزز تمثيلها في الهيئات القارية والدولية. إلا
أن المواقف الأخيرة لتونس والجزائر أظهرت العكس تمامًا، حيث فضّلوا دعم مرشحين من
خارج المنطقة، متجاهلين القرب الجغرافي، والروابط التاريخية والثقافية التي تجمعهم
بالمغرب.
إن كان من الممكن تفهم موقف الجزائر،
في ظل التوتر السياسي المعروف بينها وبين المغرب، فإن موقف تونس يظل مثيرًا
للاستغراب، خاصة أنه ليس الأول من نوعه، بل يأتي في سياق سلسلة من المواقف التي
تتعارض مع مصالح وحدة الصف المغاربي. هذا النهج يطرح تساؤلًا عريضًا حول مدى استقلالية
القرار الرياضي التونسي، وحول الدوافع الحقيقية التي تحكم مثل هذه الاختيارات.
ورغم هذا الاصطفاف غير المفهوم، نجح
فوزي لقجع في الانتخابات، ليؤكد مجددًا مكانته كأحد أبرز الفاعلين في الساحة
الكروية الإفريقية والعالمية، بفضل عمله الدؤوب وإنجازاته التي جعلت منه شخصية
مؤثرة في دوائر صنع القرار الرياضي. نجاحه هذا يعكس قوة المغرب كروياً وإدارياً،
وقدرته على فرض وجوده رغم العراقيل.
ويبقى الرد الأمثل في مواجهة هذه
المواقف العدائية، هو الاستمرار في النجاح والتألق على المستويين الإفريقي
والدولي، مع اتخاذ قرارات تعكس الصرامة اللازمة تجاه من يخذلون المغرب في المحافل
الدولية. وفي هذا السياق، يبدو أن إلغاء المباراة الودية المزمع إجراؤها ضد
المنتخب التونسي في يونيو المقبل، سيكون رسالة واضحة تعكس رفض المغرب لاستمرار هذه
المواقف السلبية.
طبيعي أنه في عالم الرياضة، كما في السياسة،
تبقى المصالح فوق الشعارات، ويبقى النجاح هو أفضل رد على من يحاول عرقلة مسيرة
المغرب في الساحة الكروية. فكما تمكن فوزي لقجع من تحقيق أهدافه رغم العراقيل، فإن
الكرة المغربية مستمرة في صعودها، وهو ما سيجعل من مواقف البعض مجرد تفاصيل في
مسار النجاح المستمر.وديما مغرب.