لم تف الجهات المعنية بوعودها تجاه عمال ومستخدمي سيتي باص فاس، حيث لم يتوصلوا، حتى اليوم الاثنين، برواتبهم كما سبق أن أكد ممثل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إدريس أبلهاض، وفق ما تم إخباره به من طرف الجهات المعنية، الوضع الذي زاد من حدة الغضب والاستياء بين العمال، اضطرهم إلى التوقف عن العمل ابتداءً من الساعة الثانية عشرة زوالًا، احتجاجًا على استمرار تجاهل معاناتهم.
هذا التوقف المفاجئ خلق حالة من
الاضطراب بين صفوف العمال، الذين وجدوا أنفسهم أمام وعود زائفة مرة أخرى، في وقت
يزداد فيه الضغط المالي والنفسي عليهم. فقد سبق لهم أن تحملوا شهرين من المعاناة،
على أمل أن تفي الجهات المعنية بالتزاماتها، لكنهم صُدموا بعدم تنفيذ الوعود التي
تلقوها في الاجتماع الأخير بين النقابة، السلطات المحلية، وممثلي الشركة.
قرار التوقف عن العمل لم يكن سهلًا على
العمال، لكنه جاء بعد أن نفد صبرهم جراء التماطل المستمر في صرف أجورهم. مصادر من
داخل الشركة أكدت أن العديد من المستخدمين يعيشون أوضاعًا مزرية بسبب هذا التأخير،
إذ بات البعض عاجزًا عن توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم، في حين لجأ آخرون إلى
الاستدانة لتغطية نفقاتهم اليومية.
وفي ظل هذا التصعيد الجديد، يطرح
السؤال حول مصير هؤلاء العمال، خاصة أن الجهات المسؤولة لم تصدر أي توضيح رسمي
بشأن سبب تأخير الأجور، رغم تأكيدات سابقة بصرفها اليوم الاثنين. الوضع يزداد
تعقيدًا مع تصاعد الغضب داخل صفوف العمال، ما ينذر بإمكانية تطور الاحتجاجات
واتخاذ خطوات تصعيدية جديدة في الأيام المقبلة.
من جانبهم، يطالب المستخدمون بتدخل
فوري وحاسم لإنهاء معاناتهم، محذرين من أن استمرار التسويف والمماطلة سيدفعهم إلى
اتخاذ خطوات أكثر حدة لحماية حقوقهم وكرامتهم. فهل ستتدخل الجهات المسؤولة لإنقاذ
الموقف قبل أن تتفاقم الأزمة، أم أن العمال سيُتركون لمصيرهم دون حلول؟.