adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/03/04 - 12:24 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

فاس نموذجا.

تشهد مدينة فاس، كغيرها من المدن المغربية الكبرى، تدفقات مستمرة من المهاجرين القادمين من القرى والبوادي المجاورة. هذه الهجرة ظاهرة طبيعية تعكس سعي الأفراد لتحسين ظروفهم المعيشية عبر البحث عن فرص عمل وتعليم وخدمات أفضل. إلا أن هذه الحركة الديموغرافية تحمل في طياتها تحديات تتعلق بالاندماج والتفاعل بين أنماط الحياة المختلفة في مدينة تعد من أعرق المدن المغربية، التي اشتهرت بحضارتها العريقة ونمط حياتها المتميز الذي يجمع إرثها التاريخي وتنظيمها الاجتماعي الفريد، ونظامها المعماري المميز، وثقافتها الحضرية ومستواها الراقٍي من التحضر والتعايش عبر التاريخ بين الأصالة والإنفتاح على قيم المدينة لا يعني التخلي عن خصوصية المكان والانخراط في منظومته الثقافية والاجتماعية ، مع احترام الهوية الأصلية للمهاجرين، بالحفاظ على هوية المدينة دون إقصاء الوافدين ما يشكل تحديا كبيرا مع تزايد أعداد الذين يواجهون منهم صعوبات التأقلم مع الطابع الحضري للمدينة، مما قد يؤدي إلى سلوكيات وأنماط حياة لا تتلاءم مع بيئة المدينة المنظمة، فيؤثر ذلك على المظهر العام وعلى التوازن الثقافي والاجتماعي الذي لا يتم إلا بتعزيز الوعي بأهمية الاندماج الحضري من خلال حملات توعوية وبرامج تأهيلية تساعد الوافدين على فهم تقاليد المدينة وقواعد العيش المشترك.وتوجيه الأجيال الجديدة نحو احترام قيم المدينة من خلال المناهج الدراسية والأنشطة الثقافية التي تعزز الانفتاح مع الحفاظ على الأصالة الاندماج من خلال توفير الدعم الذي تقدمه الجمعيات والمنظمات المحلية للوافدين والذي يشجعهم على  التفاعل الإيجابي بين السكان الأصليين والوافدين،  تعززا للتواصل والتبادل الثقافي.

إن فاس ليست مجرد مدينة، بل هي كيان ثقافي واجتماعي يتطلب احترام تاريخه وتقاليده. الحفاظ على هويتها لا يعني إقصاء الوافدين، بل يتطلب تعاونًا مشتركًا يضمن اندماجهم بأسلوب يحافظ على جمال المدينة ورونقها. عندما نفهم جميعًا أن المدينة فضاء مشترك يتطلب الاحترام والتنظيم، يمكننا أن نسهم في جعلها مكانًا أفضل للأجيال القادمة.

Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم