بمحيط محطة
القطار، يتجلى أحد أفظع مظاهر الهشاشة الاجتماعية: أطفال في وضعية الشارع، بلا
مأوى، بلا حماية، وبلا أمل واضح في مستقبل أفضل. هؤلاء الأطفال، الذين يُفترض أن
يكونوا في المدارس أو وسط أسر تحميهم، يعيشون تحت رحمة الشارع، يتعرضون لكل أشكال
العنف، الاستغلال، والإهمال، دون حلول جذرية تضع حدًا لمعاناتهم.
محطة القطار
بفاس، التي تعد نقطة عبور حيوية للمسافرين من مختلف أنحاء المغرب، أصبحت أيضًا
مأوىً غير رسمي لأطفال الشوارع. يعاني هؤلاء الأطفال من الجوع، البرد القارس في
الشتاء، وحرارة الصيف اللاهبة، ناهيك عن غياب الرعاية الصحية والنفسية. يجدون
أنفسهم مضطرين للتسول، أو الانخراط في أنشطة غير قانونية فقط من أجل البقاء على
قيد الحياة.
الأكثر
مأساوية هو تعرضهم المستمر للعنف الجسدي والجنسي، سواء من قبل بالغين متربصين، أو
حتى من بعضهم البعض في صراعات البقاء. كما أن الإدمان على المواد المخدرة، مثل
"السيلسيون" والمذيبات الطيارة، أصبح وسيلة للهروب المؤقت من قسوة
الواقع، مما يفاقم وضعهم الصحي ويزيد من عزلتهم عن المجتمع.
رغم أن
الظاهرة ليست جديدة، إلا أن التدخلات الميدانية لحماية هؤلاء الأطفال لا تزال
ضعيفة وغير كافية. هناك بعض المبادرات الجمعوية التي تحاول توفير الدعم والمساعدة،
لكنها تعاني من ضعف الموارد وغياب دعم مؤسساتي حقيقي. أما من جانب السلطات
المحلية، فغالبًا ما تقتصر التدخلات على حملات أمنية موسمية تنقل هؤلاء الأطفال
اما لمركز حماية الطفولة او لدور الرعاية الاجتماعية بشكل مؤقت، دون تقديم أي حلول
مستدامة.
أين دور وزارة
التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة؟
وأين التزام
السلطات المحلية والمجالس المنتخبة بمدينة فاس بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه الفئات
الهشة.