adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/01/22 - 10:47 ص

أطلقت السلطات الجزائرية خطة لمكافحة ريترييلو أملا في تحييد وزير الداخلية الفرنسي، الذي اعتبرته المحرك الوحيد للأزمة مع فرنسا والمحرض الرئيسي على الأعمال أو "المناورات المناهضة للجزائر في فرنسا".

وبحسب مصادر موقع "مغرب أنتلجونس"، فإن عبد المجيد تبون طلب من كافة أجهزته وجميع مكاتب السلطة الجزائرية شن "حرب لا هوادة فيها" ضد برونو ريتيليو.

ويصنف الأخير على أنه العدو العام للجزائر، ويمثل خطرا كبيرا على مصالحها بسبب ارتباطاته باليمين المتطرف الفرنسي وجماعات الضغط المغربية أو الإسرائيلية المعادية للوجود الجزائري القوي على الأراضي الفرنسية.

ويرى نظام تبون، أنه ليس لدى الجزائر أي مشكلة مع باريس؛ بل لديها مشكلة مع برونو ريتيللو وحلفائه مثل كزافييه دريانكور أو قادة التجمع الوطني، بالإضافة إلى شخصيات أخرى من اليمين الفرنسي، يتهمهم النظام الجزائري "بالركوب لصالح المغرب وإسرائيل"، مثل إريك سيوتي أو كريستيان إستروسي.

ولكن كيف يمكن تحييد برونو ريتيللو؟

استراتيجية الجزائر، وفق "مغرب انتلوجنس"، تتمثل في العمل على عزله داخل الدولة الفرنسية ونسف علاقته بإيمانويل ماكرون، كما تريد استخدام كل السبل الممكنة لتشجيع إيمانويل ماكرون على دفع برونو ريتيليو نحو الاستقالة أو باب الخروج من الحكومة، وللقيام بذلك، ستعتمد الاستراتيجية الجزائرية على تدخلات منتظمة ومعززة من حلفائها السياسيين مثل وزير الخارجية السابق دومينيك دو فيلبان، حيث طلب أصدقاؤه في الجزائر العاصمة من الأخير زيادة التدخلات الإعلامية لوصف ريتيللو بأنه مؤيد للمزايدة الفردية التي تهدد المصالح الدبلوماسية الفرنسية.

علاوة على ذلك، يضيف ذات الموقع، تعمل جماعات الضغط القريبة من النظام الجزائري على تحقيق تقارب أوثق مع شبكات اليسار الفرنسي، ولا سيما حركة "فرنسا الأبية" التي يتزعمها ميلينشون، وهي الحركة اليسارية الأكثر شعبية في الجزائر، وخاصة بين الجالية الشمالية الإفريقية والمسلمة في فرنسا.

والهدف المنشود هو إنشاء تحالف مع هذا اليسار المعادي للسياسات اليمينية داخل الحكومة، وبالتالي تحفيز تيارات فرنسا الأبية لمضاعفة الهجمات الشرسة ضد برونو ريتيليو الذي ستظهر عناصر أسلوبه التي سيتم نقلها إلى عموم الفرنسيين، بأنه فاشيا خطيرا وعنصريا مناهضا للمسلمين.

ولإغراء الجبهة الإسلامية وكبار مسؤوليها، تخطط السلطات الجزائرية لدعوتهم إلى الجزائر لتعرض عليهم دور الوسيط في هذه الأزمة مع باريس والسماح لهم بتعزيز شعبيتهم لدى الناخبين الجزائريين في فرنسا، من خلال ضمان الوصول إلى العديد من الجزائريين، عبر منصات إعلامية تتابعها الجالية الجزائرية على نطاق واسع.

أخيرا، وبالتوازي مع هذه الإجراءات العامة، تسعى الجزائر إلى القيام بأعمال ضغط خلف الكواليس، تهدف إلى إعادة تنشيط محاوريها المتميزين السابقين في باريس مثل وزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان، الذي ستكلفه الجزائر بالتدخل مباشرة مع ماكرون لتحذيره من "تجاوزات" ريتيللو المفترضة وتأثيرها على العلاقات الاستراتيجية مع الجزائر.

وفي انتظار النتائج المتوقعة، سيغلق النظام الجزائري كافة ملفات التعاون الثنائي مع فرنسا، وسيرفض أي اتصال مع الوزارة التي يرأسها برونو ريتيليو، مع ترك الباب مفتوحا أمام إدارات أخرى مثل الدبلوماسية الفرنسية على أمل رؤية هذه الاستراتيجية التي تقودها إلى تشكيل جديد يجعل من الممكن "تحييد" هذا المناهض للجزائر، الذي حسب النظام الجزائري يزرع بذور الشقاق بين البلدين.