من المرتقب أن تركز القمة العربية
الإسلامية المشتركة، التي تنطلق اليوم الإثنين 11 نونبر الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، على الحروب
الإسرائيلية في كل من غزة ولبنان، وتغيير الإدارة الأمريكية، والتهديدات
المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي تهدد بإشعال حرب إقليمية شاملة.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد
أعلنت عن القمة في أواخر أكتوبر، خلال أول اجتماع لـ"تحالف دولي" يدفع
نحو حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومن المقرر أن يناقش قادة الدول
العربية والإسلامية، العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية ولبنان
والتطورات الحالية في المنطقة.
وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة "تايمز
أوف إسرائيل" أن القمة التي تعقد في الرياض تأتي بعد عام واحد من اجتماع
مماثل في الرياض للجامعة العربية، ومقرها القاهرة، ومنظمة التعاون الإسلامي،
ومقرها جدة، أدان خلاله الزعماء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووصفوه بأنه بربري.
وتابعت أن الاجتماع يتزامن مع إعلان
نتيجة الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، بالانتخابات، ما
تسبب في حالة من عدم اليقين بشأن التعامل الأمريكي مع ملف الحرب المشتعلة في الشرق
الأوسط.
بينما أكدت مجلة "ذا
ناشيونال" الإماراتية، في نسختها الإنجليزية، أن القمة، التي بادرت بها
المملكة العربية السعودية، تهدف إلى البناء على الاجتماع العربي والإسلامي الذي
عقد في الرياض في نفس التاريخ العام الماضي.
وقالت مصادر سياسية في الشرق الأوسط،
إنه في حين من المتوقع أن تركز بعض المناقشات في قمة اليوم الإثنين على سبل إنهاء
الصراعات المدمرة في غزة ولبنان، فإن تركيزها الأساسي سيكون على تعزيز استراتيجية
مشتركة استعدادا لإدارة أمريكية جديدة في يناير.
وقال مصدر سياسي إقليمي: "ستعقد
هذه القمة الثانية في ظل ظروف إقليمية أسوأ مما كانت عليه قبل عام، مع تحول غزة
إلى أنقاض، وتوسيع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب إلى
لبنان واستهداف سوريا مرارا وتكرارا وسط تبادلات ساخنة مع إيران".
وتابع: "تأتي القمة بعد أيام
قليلة من انتخاب دونالد ترامب، لتصبح هذه القمة محاولة لوضع خريطة طريق للدول
العربية والإسلامية لتحديد المسارات التي ستتبعها خلال عهد ترامب".
وقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب إنه يريد إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وحزب الله، ولكن هناك فجوة غالبا
بين الخطاب السياسي والواقع، خصوصا مع دعمه الصريح والمطلق لإسرائيل.
ويخشى الخبراء والمحللون أن يعمل ترامب
على إنهاء الحرب في غزة على حساب الشعب الفلسطيني وبما يخدم إسرائيل فقط.
وقالت الصحيفة، إن شعبية ترامب لدى
الجمهور الإسرائيلي أعطته نفوذا كبيرا على زعيمهم بنيامين نتنياهو، خاصة بين قاعدة
دعم رئيس الوزراء اليمينية المتطرفة، وقد يضع هذا نتنياهو تحت المزيد من الضغوط
لاتباع مطالب إدارة ترامب بشأن الحرب.
وأكد مصدر سياسي إقليمي ثانٍ، أن
"صياغة موقف موحد أمر بالغ الأهمية، حيث لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان
ترامب سيسمح لنتنياهو بمواصلة حروبه بحرية أم أنه سيفرض قيودا على خياراته".