adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/11/30 - 8:17 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

من يتابع كرة القدم المغربية عن كثبٍ أو حتى عبر أخبار أحداثها ومبارياتها، لابد أنه سيقف مثلي على  الطفرة  الكروية الاستثنائية التي عرفتها الكرة المغربية ورحلة أداءاتها الرائعة وإنجازاتها المتميزة ،التي جعلت - خلال السنوات القليل الأخيرة - مختلف المنتخبات الوطني المغربي تتوّج ، وتتربّع على عرش الكرة العربية والإفريقية ، بعد أن باتت تُحسن كل شيء في كرة القدم ، من التخطيط والتكتيك وجودة اللعب والمتعة المقدمة لجماهيرها ، إلى الريادة والفوز والانتصارات التي غدت لعبتها في كل ما تدخله وتنافس فيها وعليه من اللقاءات ، حتى وصفت  بأنها "أعظم ما قد يُصنَع في كرة القدم"؛ وحديث المحللين هنا ليس عن صنع ناد عادي لكرة القدم ، بل هو حديث عن المشروع الرياضي المغربي العالمي ومكانه ومكانته التي جعلت الرياضة المغربية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص ، تتألق إلى مستويات مبهرة في الريادة والتأثير وتحقيق أفضل الألقاب وأغلى البطولات المحلية والقارية خلال هذه الفترة القصيرة ،التي استحال فيها على الكثير من البلدان صناعة فريق كرة قدم  عادي.

إنه والله لأمر عظيم ومنجز كبير في عالم المستديرة ، أن تصنع منتخبات للكبار والشبان والناشئين من الرجال والنساء، بهذا التميز الخارق ، وتلك الجودة العالية ، وفي هذا الظرف الوجيز جدا ، الذي أثبت أن الجامعة المغربية لكرة القدم، وعلى رأسها فوزي لقجع ، لم تصنع منتخبات متميزة لكرة القدم فحسب ، بل صنعت طفرة كروية مكنت المغرب من أن يصبح ثاني بلد عربي وأفريقي استطاع استضافة أكبر بطولة كروية عالمية "مونديال 30 "الذي جميعنا على موعد تاريخي معه بعد 6 سنوات فقط ، بفضل الرؤية الملكية الحكيمة التي التي لم تقتصر في صناعة كل ذاك الزخم من المنتخبات المتميزة ،على الموارد المالية والتخطيط الإداري والأداء الفني، والقرارات التكتيكية فحسب ، بل ارتكزت أيضا على جودة العنصر البشري ، من مسيرين وتقنيين وفنيين ومدربين ولاعبين وجمهور ، المكون الأساسي للمنظومة الرياضية جميعها، والذين تألق عدد كبير منهم حول العالم ، كالتألق الذي شهده عدد غفير من اللاعبين المغاربة في ملاعب كرة القدم سواء في المغرب أو أوروبا أو آسيا وأفريقيا ، والذي ظهر منه ،على سبيل المثال: مع حكيم زياش في إسهامه في تتويج تشيلسي بطلا لدوري أبطال أوروبا ، والذي تبث في المستوى العالي الذي قدمه أشرف في ملاعب القارة العجوز، سواء مع باريس سان جيرمان أو إنتر ميلان وبوروسيا دورتموند، وذات التألق لوحظ مع النصيري في تأثيره الملحوظ في رحلته مع إشبيلية، وكالتألق الذي عاشه أيوب الكعبي مع أولمبياكوس اليوناني ، ونفس الحال مع سفيان رحيمي الذي قدم أفضل مستوياته مع العين الإماراتي ، وكحال تألق إسماعـيل الصيباري الذي اختار "كاف" هـدفه في التصفيـات الإفريقـية كأجـمل وأحسن هدف ، ونفس الشيء مع تألق إلياس بن صغير الذي كسر كل قوانين دوري أبطال أوروبا بسرعته الجنونية الخارقة التي انتهت بهدف أحدث زلزال في فرنسا بأكملها وأصاب دي ماريا بصدمة مُرعب، ودون أن ننسى ياسين بونو، حارس المرمى الذي استطاع إثبات تألقه على الساحة العالمية، سواء مع إشبيلية الإسباني، أو مع المنتخب الوطني، حيث لعب دورا بارزا في الإنجاز المونديالي بجانب تألقه حاليًا مع الهلال السعودي ، وكذلك الحال بالنسبة للمدربين، حيث لمع في السنوات الأخيرة عدد كبير منهم ،كالركراكي الذي قنص لقب دوري أبطال أفريقيا قبل عامين مع نادي الوداد ، لينتقل لقاده منتخب المغرب، الذي حقق معه لإنجاز التاريخي خلال المونديال ، ونافس على جائزة أفضل مدرب في العالم .

كما لمع نجم طارق السكتيوي مدرب الأولمبي المغربي، بعدما قاد لاعبيه للفوز بعدد من المباريات والظفر ببرونزية كرة القدم في أولمبياد باريس 2024،

وعلى صعيد الكرة الآسيوية، فقد كان للمدرب المغربي حسين عموتة دور كبير في إنجاز تاريخي آخر لمنتخب الأردن، الذي بلغ بقيادته لنهائي كأس آسيا 2023 لأول مرة بعد عروض فنية نالت إعجاب الملايين حول العالم.

وقبل الختام لاشك أن كل هذا التميز والتألق يفرض طرح هذا التساؤل :ألا يستحق هذا الاستثمار الرياضي في كرة القدم المغربية ، وما أنتجه من تميز ونجاح منقطع النظير، كل تعابير الفخر والتقدير والشكر على الاهتمام الكبير والعمل الدؤوب والمتابعته الحثيثة التي أولاها جلالة الملك للرياضة المغربية عامة وكرة القدم خاصة حتى وصلت إلى هذا المستوى المبهر من التألق والريادة، انه والله ليفرضه بكل تجرد وحيادية..