هاجمت عناصر
من جبهة البوليساريو بمقذوفات متفجرة منطقة المحبس، حيث كانت تقيم فعاليات صحراوية
مهرجان بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، الأمر، الذي اعتبره مراقبون سياسيون
"خرقا سافرا لإتفاقية وقف إطلاق النار"، و"تصعيدا خطيرا"
بالمنطقة، من شأنه أن يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية.
وحسب فعاليات
صحراوية، فإن الهجوم الذي تعرضت له منطقة المحبس، والذي تزامن مع قرار مجلس الأمن
الدولي الأخير بشأن ملف الصحراء المغربية، يؤكد على صحة أطروحة المملكة المغربية
ومصداقية الحكم الذاتي، وهو ما يدحض في الوقت ذاته سردية “الجبهة الانفصالية” التي
تحاول خلق صراع في المنطقة، في ظل تنامي الدعم الدولي لقضية الصحراء وتزايد
الأصوات الداعمة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وقال محمد
لمين النفاع، عضو المكتب عضو اللجنة السياسية بـ"حركة صحراويين من أجل
السلام"، إن "المحاولات المتكررة لميلشيات البوليساريو تأتي من أجل
زعزعة الاستقرار والأمن بالمنطقة، تزامنا مع القرارات الأخيرة لمجلس الأمن الدولي
التي تؤكد نجاعة ومصداقية الحكم الذاتي، والمواقف الصريحة لدول العالم التي تؤكد
سيادة المغرب على الصحراء المغربية".
وأضاف النفاع،
في تصريح لموقع"الأيام 24"، أن "هناك تغييرا كبيرا في الخطاب
الدولي، الذي أقحم الجزائر والبوليساريو في مرحلة من التخبط والانشغال، بمحاولة
توجيه ساكنة مخيمات تندوف نحو دعاية الحرب، خوفا من أي إنفلات داخلي بسبب سقوط
المشروع وتورط قيادات الرابوني مع الساكنة".
وتابع ذات
المتحدث أن "اللجوء الى دعاية الحرب وتهديد أمن المدنيين واستهدافهم كان محور
إنشغال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، وهو ما قد يجعل من حادثة
استهداف المدنيين بالمحبس سببا في تغيير المنتظم الدولي لرؤيتها بخصوص
البوليساريو".
وأشار عضو
اللجنة السياسية بـ"حركة صحراويين من أجل السلام" إلى أن "ملف
الصحراء المغربية يرتكز في نقاشاته داخل مجلس الأمن على محور حفظ الأمن والسلم
بالمنطقة".
وفي نفس
السياق، قال عمر الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار
البيضاء، إنه "بالتزامن مع احتفال مغاربة بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء بمنطقة
المحبس هاجمت جبهة البوليساريو مواطنين عزل بمقذوفات متفجرة، وهو ما يعد عملا
إرهابيا ضد مدنيين مغاربة".
وأكد الشرقاوي
في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك أنه "أمام هذا الخرق المتكرر لجبهة
البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ سنة 1991، وقيامها بمهاجمة المناطق
المدنية الآمنة، يصبح من المنطقي مطالبة المغرب بإلغاء المناطق العازلة وإعطاء
الضوء الأخضر للجيش المغربي للقيام بتأمينها كما فعل خلال واقعة الگرگرات".
وأوضح أيضا
أنه "ما يحدث من تصعيد بالغ الخطورة وتوجه قاذفات عشوائية الى مناطق مدنية
آمنة، إنما هو عمل إرهابي محض ودق من الانفصال وداعميه لطبول الحرب، التي لن تكون مجرد
نزهة في حديقة، والمهم أن جبهة البوليساريو يمكن أن تبدأ الحرب بأعمالها
الإرهابية؛ لكنها لن تستطيع أن تضع حدا لها أو تتحكم في مآلاتها".
وزاد:
"إذا كان المغرب لا يريد أن يجر المنطقة إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار،
والزج بشمال إفريقيا نحو التوتر المسلح، فذلك ليس جبنا؛ بل مسؤولية وحافظا على
السلم والأمن الدوليين؛ لكن إذا فرضت على بلدنا المواجهة بسبب الأعمال الإرهابية
فستسعى الدولة بكل قواها لحماية أرضها وشعبها ومصالحها بالطرق المناسبة".
واختتم حديثه
قائلا: "لا شك أن الجزائر تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي رد فعل مغربي، فهي
من وضعت أراضيها في تنذوف منصة للعمليات الإرهابية ضد بلدنا وهي من سخرت ميزانية
المواطن الجزائري لشراء الأسلحة للانفصاليين، ولا نعلم متى سيبقى المغرب ملتزما
بضبط النفس اتجاه ارهاب الانفصال وداعميه”.