adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/11/01 - 5:25 م

يواجه مستعملو السيارات بمدينة فاس أزمة خانقة تتعلق بنقص حاد في مواقف السيارات، خاصة في وسط المدينة الذي يعد القلب النابض للحياة الإدارية والتجارية.

فالسيارات تتوافد بأعداد كبيرة إلى هذه المنطقة، إلا أن البنية التحتية لا تستوعب هذا التزايد، مما يجعل البحث عن موقف للسيارة معاناة يومية، ترغم السائقين على الدوران المتكرر أو اللجوء إلى التوقف العشوائي، وهو ما يفاقم من حدة الازدحام ويؤثر على حركة المرور بشكل عام.

وتتوفر وسط المدينة بعض المساحات التي كان من الممكن استغلالها لإنشاء مواقف سيارات عصرية، تلبي احتياجات المواطنين ، وتخفف الضغط عن الطرقات، إلا أن الجهات المسؤولة في المدينة لا تزال تدير هذه الملفات بعقلية متراجعة، مثال ذلك حديقة "بنك المغرب" التي كانت تعد موقعا مناسبا لإقامة مرآب حضري حديث، إلا أن قرار إعادة تهيئة الحديقة بدلا من ذلك يُثير العديد من التساؤلات حول أولويات هذه الجهات.

إن هذه الخطوات تعبر عن غياب واضح لرؤية تخطيطية متكاملة تأخذ في الاعتبار الحاجيات الملحة للساكنة؛ فقد تم تخصيص ميزانيات لإعادة هيكلة شوارع مثل شارع "محمد الخامس"؛ ولكن دون أي تفكير عملي لإيجاد حلول للتكدس المروري ومواقف السيارات، ويبدو أن مثل هذه القرارات تُدفع في اتجاه تجميلي للمدينة دون مراعاة لاحتياجاتها الحقيقية ومتطلبات سكانها.

ومع تزايد عدد المركبات بشكل مستمر، تتزايد أيضا الحاجة إلى اعتماد مواقف عصرية تلبي تطلعات المواطنين وتتناسب مع مدينة تاريخية بحجم فاس.

إن المدينة بحاجة إلى تبني خطط شاملة تهدف إلى تحسين خدمات البنية التحتية بشكل مستدام، مما يتطلب تغيرا جذريا في التفكير الحضري وتهيئة المدينة لمواكبة النمو السكاني والنشاط الاقتصادي، بعيدا عن سياسة الهدر في المشاريع غير الضرورية.