بقلم الأستاذ حميد طولست
لا أجد ما يعبر عن حال لنادي الوداد
الرياضي الفاسي ووضعه المعقد ، إلا الأمثلة الدارجة التي كان رجل الشارع المغربي
يطلقه على نوازل التضارب حول المصالح والتسابق على المكاسب والتي منها :"جوج
دلعتارس ما كيتجمعوش فتليس واحد" المثل المنطبق تمامًا الانطباق على الحال
المضحك المبكي الذي يعيشه "الواف" في الآونة الأخيرة ، والذي يعبر عن
صعوبة أو استحالة اجتماع شخصين متنافسين في مكان أو مهمة واحدة ، كما هو حال
المتصارعين على قيادة نادي الوداد الفاسي ومطالبة كل طرف برئاسته ، الإشكال الذي
لن يحل إلا بالتدخل القانوني القادر على
تحديد من هو أهل بالقيادة ومن لا يصلح لحا، وذلك باللجوء إلى القضاء للفصل
بين الطرفين وتحديد من هو الرئيس الشرعي وفقًا للقوانين الداخلية للنادي ، ولوائح
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي بإمكانها – في حال إصرار الطرفين على
نزاعهما وتمادي تأثيره على أداء النادي واستقراره - التدخل لإنهاء الخلاف باتخاذ
أحد القرارين ، إما إنشاء مجلس تسيير مشترك ، أو إجراء انتخابات داخلية تحسم الأمر
، وفي نهاية المطاف، يمكن للمتنازعين إيجاد حل سلمي توافقي يوحد الصفوف تحت قيادة
واحدة قادرة على جمع الكلمة تجاه حفظ مصلحة النادي وضمان استمرارية الفريق في
المنافسة والنجاح ، بدلًا من القسيم والتشتيت الذي يغذيه تعدد الرؤوس المتناطحة من
أجل الهيمنة والقيادة ، التي لا تؤدي إلا إلى زيادة الفوضى وتضارب القرارات،
وإعاقة تسير النادي وإضعاف تماسكه.
أفلا يأخذ المتناحرون على السلطة
العبرة مما يرمي إليه المثل من إبراز أهمية القيادة الموحدة ، وتحذيره من الآثار
السلبية لتعدد الرؤوس في المهام ، الذي يذكرنا بالمثل الذي كان شائعا على لسان
جداتنا والقائل: "يدي ويد القابلة يخرج لحرامي عوج".
فهل أنتم منتهون من أجل مستقبل
"الواف" ، الذي هو الآن في أمس الحاجة لتجاوز جميع الأطراف المتناحرة
لخلافاتها الشخصية ، ووضعها مصلحته فوق كل اعتبار، لأن المنافسات الرياضية لا ترحم
، والوقت الضائع في النزاعات الداخلية لن يعود ، وإن استمرار حالة الصراع وتعدد
الرؤوس لا تخدم مصلحة الفريق ، وإنما تزيد من مشاكله وتضعف فرصه في تحقيق النجاح
والتقدم.