adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/11/11 - 9:11 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

تناول الإعلام المغربي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب بوجهتين مختلفتين: الإعلام الرسمي والإعلام المعارض. وقد ركز الإعلام الرسمي على احتفاء المغرب بهذه الزيارة الرسمية، حيث استقبل الملك والحكومة والأحزاب، سواء كانت موالية أو معارضة، الرئيس الفرنسي ماكرون وزوجته ووفده الضخم المكون من وزراء، وبرلمانيين، ومدراء شركات، وأكاديميين، وأدباء، وفنانين. جاءت هذه الزيارة بعد فترة من البرود في العلاقات بين المغرب وفرنسا، إلا أن دعم باريس لمقترح الحكم الذاتي للصحراء ضمن السيادة المغربية أعاد الدفء بين البلدين. وقد اعتبر الإعلام الرسمي أن هذه الزيارة تبرز عمق الشراكة الاستثنائية بين البلدين وتعزز التعاون المشترك.

في المقابل، ركز الإعلام المعارض، خاصة من خلال المدونين ذوي التوجهات الإسلامية واليسارية، على ما اعتبروه جوانب سلبية لهذه الزيارة. وانتقد الإعلام المعارض موقف المغرب الرسمي إزاء خطاب ماكرون أمام البرلمان المغربي، حيث وصف المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى" بأنها "هجوم بربري وإرهابي". كما استنكر الإعلام المعارض حضور برنار هنري ليفي، المعروف بمواقفه المؤيدة للصهيونية، ضمن الوفد الفرنسي، معتبراً ذلك إشارة سلبية.

لكن الإعلام المعارض تجاهل حجم الوفد الفرنسي المرافق للرئيس ماكرون، والذي ضم 190 شخصية، بينهم وزراء وبرلمانيون ومدراء شركات، إضافة إلى شخصيات ثقافية ورياضية وأدبية، منهم مغاربة الأصل مثل الطاهر بنجلون وليلى سليمان ونبيل عيوش. ولم يسلط الإعلام المعارض الضوء على حضور الفيلسوف وعالم الاجتماع إدغار موران، المعروف بمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية، مما يعكس تنوعاً في آراء الوفد الفرنسي.

كما أغفل الإعلام المعارض الإشارة إلى الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء، والاتفاقيات الاستثمارية التي أبرمها المغرب مع فرنسا خلال هذه الزيارة، والتي بلغت قيمتها عشرة مليارات يورو.

إذن، يبقى السؤال المطروح: أي من المنظورين الإعلاميين قدّم صورة أدق لزيارة الرئيس الفرنسي؟ وأيهما كان أكثر مصداقية في تغطية الحدث؟ وهل يمكن اعتبار المنظورين الإعلاميين متكاملين، بحيث يكشف كل منهما جوانب معينة أغفلها الآخر، أم أنهما يمثلان رؤى متناقضة تماماً؟