بقلم : عبد القادر العفسي
كما هو معروف فقد تم عزل النائب الأول لرئيس جماعة العرائش و الرئيس السابق لنفس الجماعة بناءا على المادة 64 من القانون 114.14 الخاص بالجماعات الترابية و بمبادرة من السلطة الإقليمية !
و فعلا تم عزل
النائب المذكور أعلاه استنادا إلى مبرر خطأ إداري لاستصدار وثيقة إدارية ، و هو
الملف الذي فُتح فيه تحقيق من الجهات الإدارية المعنية و كذا الجهات القضائية ، و
بما أن القضاء لا يخضع للمزاج الإداري المتقلب قد سلك هذا الملف مسطرته العادية و
التي أثبتت في النهاية على أن ليس هنالك تزوير و ليس هناك إصدار وثيقة مزورة ،
لينتفي بذلك السبب الرئيسي الذي بنت عليه الجهات الإدارية مسطرة عزل النائب الأول
و الرئيس السابق السيد " عبد الإله حسيسن " .
ليظهر و يبرز
أن استعجال العزل أو العزل في حد ذاته كانت له أسباب أخرى غير الواردة في الشكاية
المجهولة ! التي حركت الملف أو في الشكايات المعلومة الأخرى المصاحبة ! خاصة أنه بعد تعويض العضو المعزول داخل
المجلس بأخر مكانه لم تستمر المسطرة إلى الدور الموالي من الاقصائيات الهزلية ! أي
ضرورة انتخاب النائب أو الرئيس داخل مكتب المجلس ، ولم يتم التعويض نائب الرئيس
داخل مكتب المجلس إلى حد الآن رغم أن المجلس أدرج هذه النقطة مرتين في جدول أعماله
لدورتين يتم سحبها من طرف الجهات الرقابية !
فهل هو إدراك
متأخر للخطأ الذي وقعت فيه جهات الوصاية الإقليمية ؟ أم هو اعتراف أن الخلاف مع
العضو المعزول ليس له أي علاقة بالإدارة بل لأسباب أخرى يُمكن لأصحاب الحال
التخمين فيها ! أم أن المرحلة كانت تقتضي إزالة السيد " عبد الإله حسيسن
" ليخلو المجال لجهات ما ! التحكم بمجلس العرائش و تسيره بالروموند كونترول
كما تريد و حسب رغباتها و نزواتها طالما أن "المُعين" له "
القابلية " لجدلية العبد والسيد !
و بعد مرور كل
هذا الوقت لازال الرأي العام بالعرائش ينتظر نهاية هذا المسلسل المشوق الذي جعل
جماعة العرائش مرهونة لدى جهات خارج المجلس تُمعن في تمييع الديمقراطية المحلية و
تبخيس العمل السياسي مما يدفع العديد من المستشارين إلى إبداء تبرمهم من فقدان
البوصلة و من إحساس بعدم امتلاك المبادرة و أنهم خارج التدبير .
و هنا نهمس في
أذن البعض أنه إذا كان هناك من يريد أن يخوض في السياسة و هو يتوفر على منصب ترابي
فعليه الاستقالة ليخوض غمارها بوحلها ، فلا يُمكن أن تكون الخصم والحكم في نفس
الوقت ! و تُناقض بذلك كل التوجهات التي كرستها السلطات العليا بالبلاد طيلة أزيد
من عقدين من أجل نقل المغرب من حالة الاستقبال إلى الإرسال و نقله إلى صفوف الدول
التي تكرس سمو العمل السياسي و استقلالية السلطة ...و جعل المملكة كذلك في صفوف
التي تفتخر بديمقراطياتها المحلية ، أفلا تكفي إشارة عاهل البلاد من خلال التعديل
الحكومي و الذي لا نناقش مضمونه بل نسجل أنها حكومة سياسية باقتراحات من أحزاب
سياسية سواء اتفقنا معها أو اختلفنا تتحمل مسؤوليتها السياسية .
فهل متوفر على
إرادة لتنزيل هذه الإشارات إلى الحكامات المحلية و الإقليمية و الجهوية و السمو
بالعمل السياسية والممارسة السياسية و تركها لأصحابها ، و أن يبقى دور الإدارة هو
الرقابة و المصاحبة من اجل تجويد و حسن أداء المجالس الترابية عوض جعل الإدارة
فاعل سياسي علني خفي ! في تدبير شؤون المجالس و القطع نهائيا مع ما يسمى ب :
" الحزب السري " .
المغرب مقبل
على تحديات كبرى ، المغرب وصل إلى مراحل تستوجب التعبئة و التوحد الحقيقي للدفاع
عن قضاياه العادلة والمصيرية على رأسها إنهاء الصراع المفتعل حول أراضينا الجنوبية
، و إنهاء الانهيار الطبقي الذي يعرفه مجتمعنا ، و إنهاء فساد النخب سواء كانت
منتخبة أو إدارية أو لها سلطة معينة في كل المجالات و القطاعات ...
نعم ، نحو
التنمية مجالية عادلة بين ربوع المملكة و نحو استفادة شعبية حقيقية من منجزات هذه
التنمية ، فسؤال أين الثروة ؟ الذي أطلقها عاهل البلاد في إحدى خطبه لازالت
راهنتيه قائمة ، وهو سؤال استنكاري في شكله و استفزازية للنخب التي اغتنت في غفلة
من القانون و كأن لسان الحال يقول : إنها مسؤوليتنا جميعا فالشباب الذي كان يريد
الدخول إلى " سبتة المحتلة " كان يطرح نفسه السؤال بصيغ متعددة و هو ما
يؤكد على نبض رأس الهرم و قاعدته على دقات واحدة ، بينما النخب المدبرة أهوائها
شتى و ولائها ربما ربما شتى إلا من رحم ربك .
و كل يوم و
المغرب بخير و لا غالب إلا الله .