ألقى رئيس الجمهورية الفرنسية، فخامة
السيد إيمانويل ماكرون، الذي يقوم بزيارة دولة للمغرب، بدعوة كريمة من صاحب
الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر الجاري، خطابا
تارخيا أمام أعضاء غرفتي البرلمان الذي اجتمع في إطار جلسة مشتركة.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،
خلال خطابه، على دعم فرنسا "لسيادة المغرب" على الصحراء الغربية، كما
وعد باستثمارات فرنسية في الإقليم المتنازع عليه.
ووسط تصفيقات أعضاء غرفتي البرلمان
المغربي، قال ماكرون "أعيد التأكيد أمامكم، أنه في نظر فرنسا حاضرا ومستقبلا
بأن الصحراء الغربية تندرج في إطار السيادة المغربية"، مشيرا إلى أن
"الفاعلين الاقتصاديين وشركاتنا سوف يرافقون تنمية هذه المنطقة عبر استثمارات
ومبادرات دائمة وتضامنية لصالح سكانها".
وحسب فراتس 24، تأتي هذه الزيارة بعد
فترة توتر دامت ثلاث سنوات بين البلدين، وشهدت تحسن العلاقات بعد تأييد فرنسا في
يوليوز الماضي للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، معتبرة إياه
"الإطار الأمثل لحل هذه القضية".
ويعد نزاع الصحراء الغربية من أقدم
الصراعات في أفريقيا، حيث ضم المغرب الإقليم عام 1975 بعد انسحاب إسبانيا، مما أدى
إلى تأسيس جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الإقليم الغني بالثروات البحرية
والفوسفات، ويُعتقد بوجود احتياطيات نفطية فيه أيضًا، أثار هذا الاعتراف الفرنسي
توترا مع الجزائر، الداعمة للبوليساريو.
وأشار الديوان الملكي إلى أن المحادثات
تناولت "مرحلة جديدة من العلاقات القوية بين المغرب وفرنسا، في إطار شراكة
استثنائية متجددة وخارطة طريق استراتيجية للسنوات المقبلة".
كما أعلن البلدان عن توقيع 22 اتفاقية
تشمل مجالات متنوعة، منها السكك الحديدية والهيدروجين الأخضر، وتحول الطاقة،
والتنمية المستدامة، والتعليم العالي، والبحث العلمي، إضافة إلى التعاون في قطاعات
الماء والزراعة والاستثمار والثقافة والصناعات الإبداعية.
ويعتبر المغرب الشريك التجاري الأول
لفرنسا في شمال أفريقيا، وتعد فرنسا أكبر شريك تجاري للمغرب، حيث بلغت قيمة
التبادل التجاري بينهما نحو 14.1 مليار يورو في عام 2023، بزيادة قدرها 5% عن
العام السابق، كما تعد فرنسا أيضًا أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، بإجمالي
استثمارات بلغت 8.1 مليار يورو في 2022، من خلال أكثر من 1000 شركة توفر حوالي 150
ألف وظيفة مباشرة.