شهدت مدينة
فاس اليوم الأربعاء أحداث شغب واسعة عقب المباراة التي جمعت بين النادي المكناسي
والوداد البيضاوي على أرضية ملعب الحسن الثاني، ضمن الجولة السابعة من البطولة
الاحترافية.
المباراة،
التي أُقيمت وسط إجراءات أمنية مشددة، تحولت إلى مصدر قلق كبير بسبب الاختناقات
المرورية وأعمال الشغب بين الجماهير، والتي تجاوزت التوقعات وتسببت في تعطيل
الحياة العامة في المدينة.
اختيار فاس
لاستضافة المباراة جاء نتيجة الظروف اللوجستية التي تواجه النادي المكناسي، حيث لا
يزال ملعبه في مكناس يخضع لأعمال صيانة، ما اضطر إدارة النادي إلى البحث عن بديل.
ورغم دراسة
عدة خيارات، مثل ملاعب القنيطرة والخميسات؛ إلا أنه استقر الرأي على ملعب الحسن
الثاني بفاس، وهو ما أثار جدلا واسعا منذ اللحظة الأولى، نظراً للتوترات المعروفة
بين بعض الجماهير الفاسية وجماهير الفرق الأخرى، بما في ذلك جماهير الدار البيضاء.
ورغم هذه
التحذيرات، لم تُتخذ التدابير الكافية لتفادي الشغب، حيث سجلت المدينة اختناقا
مروريا كبيرا، إضافة إلى أعمال عنف بين جماهير الفريقين. وبرزت تساؤلات حول جدوى
تنظيم مباريات بهذا الحجم في مدن معروفة بحساسياتها الجماهيرية، خصوصاً في ظل
استعداد المغرب لتنظيم كأس إقريقيا 2025، وكأس العالم 2030، وهو ما يثير مخاوف حول
قدرة البلاد على تنظيم أحداث رياضية كبرى دون حدوث تجاوزات أمنية.
وفي هذا السياق، يرى العديد من المتابعين أنه كان من الأنسب نقل المباراة إلى مدينة أصغر مثل صفرو أو أزرو أو تاونات، حيث يمكن تجنب مثل هذه الفوضى. ورغم أن هذه المدن قد لا تمتلك ملاعب كبيرة، إلا أنها أقل عرضة للتوترات الجماهيرية، وهو ما كان سيخفف من حدة الاحتقان الذي شهدته فاس اليوم.