استنكر إخوان عبد الإله بنكيران في
المجموعة النيابة بمجلس النواب، ما وصفه الرئيس الفرنسي، أمس الثلاثاء 29 أكتوبر
الجاري، أمام غرفتي البرلمان "إرهابا" في حق المقاومة الفلسطينية،
منددين بالموقف الفرنسي من العدوان المستمر على غزة منذ أكثر من سنة.
وقال رئيس المجموعة، عبد الله بووانو:
"لا أخفي أننا في المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، تداولنا في رد فعل آني
داخل قاعة الجلسات، أثناء إلقاء الرئيس الفرنسي السيد امانويل ماكرون لخطابه،
وبالتحديد للفقرة التي خصصها للأحداث الجارية في فلسطين، إلا أنه واحتراما له
باعتباره ضيفا لجلالة الملك، وامتثالا لنهج المغاربة في التعامل مع ضيوفهم، قررنا
العدول عن رد الفعل المتفق عليه، مع متابعة الأمر في مبادرات لاحقة".
وأضاف بووانو، ضمن منشور على صفحته
الخاصة بـ"فايسبوك"، في الوقت ذاته، لابد من التعبير، عن رفضنا لما
تضمنه خطاب السيد ماكرون، من توصيف غير منصف ومجانب للصواب، في تقييمه لأحداث
السابع من أكتوبر 2023، والتي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية اسم "طوفان
الأقصى".
وعبر القيادي في حزب العدالة والتنمية
عن رفضه لموقف فرنسا، كما عبر عنه رئيسها، من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش
الاحتلال الاسرائيلي منذ أزيد من سنة في غزة بفلسطين.
وتابع بووانو، "بالنسبة لي فإن
وصف أحداث 7 كتوبر 2023 بالهمجية أو البربرية، مقابل الانتصار لما يسمى حق اسرائيل
في الدفاع عن نفسها، يمكن أن يرقى إلى الشراكة مع الاحتلال الاسرائيلي، في حرب
الإبادة التي يرتكبها أمام العالم منذ أزيد من سنة في غزة، وفي لبنان كذلك، وتغطية
دبلوماسية وسياسية على جرائمه المدانة وفق القانون الدولي، ودعما مفضوحا له ازاء
ما يقترفه من فظاعات، لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها، غير مبال بقرارات الأمم
المتحدة ومحكمة العدل الدولية، وبنداءات كل ذوي الضمائر الحية في العالم، بضرورة
وقف حربه الوحشية والهمجية على غزة".
وأضاف، "ويزيد من رفضنا لتوصيف
السيد امانويل ماكرون لأحداث 7 أكتوبر 2023، أنه جاء في خطاب أمام أعضاء البرلمان
الذين يستمدون نيابتهم من الأمة، ويمثلون الشعب المغربي المناصر تاريخيا لفلسطين،
والذي عبر دوما عن وقوفه مع الشعب الفلسطيني، ولم يفتأ ينظم الوقفات والمسيرات تلو
الأخرى في كل المدن، منذ السابع من أكتوبر 2023، ليعبر عن نصرة المقاومة
الفلسطينية ودعمها وإسنادها شعبيا، معتبرا أن "طوفان الأقصى" معركة
مشروعة في سياق معركة تحرير الأرض والدفاع عن المقدسات".
وزاد، "أعتقد أنه لابد من التذكر
بأن "المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية،
وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل،
على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة"، حسب ما جاء في
الاتصال الذي أجراه جلالة الملك حفظه الله مع رئيس السلطة الفلسطينية، يوم 10
دجنبر 2020، وبأن "المغرب يجعل القضية الفلسطينية في مكانة قضيته الوطنية
الأولى، وأحد ثوابت سياسته الخارجية"، حسب كلمة المغرب في اجتماع وزاري لحركة
عدم الانحياز على هامش أشغال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقاها
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في شتنبر
2024".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
قد دعم خلال خطابه أمامغرفتي البرلمان المغربي، أمس الثلاثاء 29 أكتوبر الجاري، دولة
الاحتلال في الجرائم التي تقترفها في حق المدنيين الفلسطينيين منذ أزيد من عام،
والتي خلفت وفق اخر الإحصائيات أكثر من 144 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود.
وقال الرئيس الفرنسي، "في السابع
من أكتوبر 2023، وقع هجوم وحشي فظيع نفذته حماس ضد إسرائيل وشعبها"، مضيفا
"أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن شعبها ضد هذا التهديد".