adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/10/23 - 1:47 م


بقلم الأستاذ حميد طولست

تمهيد : تجاذبات ومناكفات مكونات نادي الوداد الرياضي الفاسي.

ـــ فترة التحضير والإعداد الحالية التي دخل معمعتها نادي الوداد الرياضي الفاسي بعد انتخاب الرئيس الجديد ، تُعد من أهم المراحل التي تُبنى عليها القدرات التنافسية المحققة للتطلعات والأهداف التي استحوذت على أذهان جماهيره وعشاقه ، والمرتكزة في مجملها على استثمار الوقت والجهد في دراسة وتقييم مشوار المواسم الماضية، والسعي نحو تحديد الاحتياجات والمتطلبات المعززة للقدرات الكفيلة بتصحيح الأخطاء ومعالجة الثغرات التي وقع مسيري النادي فيها ، والتي كانت وراء الكثير من الضغوطات المحصلة الموسمية السيئة ، وما ترتب عليها من كم الاستياء الذي خلقت الكثير من المشاهد الهزلية المبكية، التي رصدت بعضها من خلال متابعاتي المكثفة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحركات وتصريحات عدد من مكونات نادي الوداد الرياضي الفاسي وردود أفعالهم تجاه الأسئلة المطروحة بحدة على طاولة مسؤولي إدارة النادي والشركة والتي منها: "ماذا سيحدث بعد الفوز على ملودية وجدة؟"، و"ما الذي يجب فعله؟" ، والتي  تنوعت كالمعتاد تصريحات المسؤولين حولها : ما بين مسؤول لم يوفق في تصريحه تائه في اتجاهات بعيدة عن الموضوع، وآخر لم يصدق في تصريحه حول رصد أرقام خيالية كفيلة بإحداث الفارق والتغيير، نحو التحليق عالياً في سماء التألق، وثالث مستفز في تصريحه الذي يرجع ضعف حضور الفريق وتراجعه وتذبذبه إلى الأطقم الفنية واللاعبين والجمهور، ورابع ملتزم الصمت واقف بعيداً عن المشهد، و كأنه عاجز عن اتخاذ قرار حاسم بشأن انتمائه المرهون ببقائه حاضراً على المنصات، بغض النظر عن نوع وحجم إنجازه، أو كأن أمر "الواف" لا يعنيه ، فاز أم خسر.

الأمر الذي انسحب، للأسف، على باقي أقطاب النادي ومحبيه و مشجعيه الذين بدؤوا بدورهم يجاهرون في وسائل التواصل الاجتماعي بما يسببه، ذلك من حالة الإحباط والغضب، التي تدفع غريزة الغيرة والتحدي بالكثير منهم إلى الضغط في كل اتجاه من أجل طي صفحة الماضي وإلحاق فريقهم بركب المتنافسين والمتسابقين على جني ونيل المراكز المرضية المسترجعة للمكانة والوضع الصحيح الذي عرفهما الوداد الفاسي كبطل عبر عقود .

الإحباط نفسه الذي انقسم الإعلام حوله إلى قسمين، إعلام صادق ومخلص انتقد الوضع بحدة مبالغ فيها وهم كُثر، والبعض الآخر انتقدوا بموضوعية وهم قلة، أما القسم الآخر من الإعلام ومرتزقته، فلم يكن انتقاده حباً في الفريق؛ بل من باب التشفي أو تصفية الحسابات أو لتعصبه المقيت لرأي المتباكين على الشكل الإداري القديم وبعض أعضائه الذين لربما وجدوا أنفسهم فجأة في موقع مغاير لما كانوا عليه، حيث كانوا يلعبون بدون هوية واضحة ، أو بهوية مفقودة ، أو كانوا عاجزين عن اتخاذ أي قرار حاسم بشأن انتمائهم وإحساسهم المرهون بالمكسب الذي لا يستطيعون  التجرد منه..

وغير ذلك كثير من الخرجات المنافية لما درجت عليه أعراف كرة القدم التي سادت عالمها طوال عقود ، والتي لم يحدث أن انحرف عن صراطها المستقيم ، و غرد خارج سربها ، إلا من تحولت بوصلته خارج مسار قوانينها العامة .

ومع كل هذا وذاك ، تبقى المنافسة الشريفة مشروعة ومفتوحة الأبواب بين المتنافسين دون اعتراض أو حتى تقليل من أحقية وأفضلية المستحق من بينهم رغم التفاوت النسبي بين المستويات، واختلاف الانتماءات ، وتبقى وضعا طبيعيا للمنافسة وحقٌّ مشروع لمقارعة الآخرين لكسب الألقاب والمراكز التي تُلبي الرغبات والأمنيات ،التي تلعب دورا خطيرا في  المنافسة ، وتشكل حافزاً مهما على زيادة العطاء والجهد والتشجيع على احترام القوانين التي تضع الجميع على مسافة واحدة مع كل من يحلّق حاملاً راية التحدي والمنافسة لفرض وجود الوداد الرياضي الفاسي محليا و إقليمياً ووطنيا ولما لا عالميا..