بقلم الأستاذ
حميد طولست
تمهيد : رسالة من "وفاوي" قليل الخبر في كرة القدم.
لقد أسفر الجمع العام للوداد الرياضي الفاسي الذي كثر حوله اللغط والتخمينات ، عن انتخاب السيد خالد العجلي رئيسا جديدا ، الذي من حسن الصدف لم يكن إلا ابن أحد قدماء الفريق السيد عبد القادر العجلي،الذي حمل على أكتافه، كحارس عملاق للفريق نجاحات ثمينة ولسنوات ، وكما يقال "من شابه أباه فما ظلم" أي أن الذي سيتحمل تسيير الوداد الرياضي الفاسي للفترة القادمة ، ذاك الشاب، المثقف، البرلماني، ذو الخبرة الواسعة والكافية بعالم المال والأعمال. ، حسب الدعاية الانتخابية -وهذا ليس تشكيكا في أخلاقه الفاضلة النبيلة ولا في سيرته الطيبة، والتي يبقى إثبات مصداقيتها رهين بحرصه كابن على إكمال ما بدأه والده، والتزامه بتزكية نفسه وتصفية جنانه من كدر الرديء من الأوصاف والخلال، بمشابهته سيرة رواد "الواف"الأوائل الذين كان ولده منهم ، في حبه لفريقه وتفانيه في تبويئه المراتب الرفيعة ،واستماتته في رفعه للدرجات العليا ، رغم الظروف والممكنات المحدودة ..
واستسمحكم
السيد الرئيس الجديد في هذه المصارحة: بأن جماهير الوداد الرياضي الفاسي، لا يهمها
أسمكم ولا عمركم ولا عنوانكم ولا مكانتكم الاجتماعية ، الذي يهمها هو حرفيتكم في
تسيير شؤون فريقهم الذي يعشقون ، وما تطرحه من أناقة الأسلوب في التعامل مع مشاكله
، وتواضعكم في الحوار مع عشاقه ولاعبيه ،واحترامكم لرأي محبيه، الذين ليسوا في
حاجة إلى الأسئلة الغريبة أو الإجابات المخيبة للآمال ، بقدر ما هم في حاجة ماسة
لمن يتفهم مآسي ودادهم ، ويعمل صادقا على تحفيز عقله وتوليد الأفكار الخلاقة
لإخراج "وافهم" من دوامة التردي والصورة الضعيفة التي وضعه فيها تعدد
مرور الأسماء والأشكال و الأيادي المرتعشة على دواليب تسييره ، دون أن تترك أثرا
أو عملا فعليا لها، يمكن أن تُبنى عليه قيادة الفريق في الاتجاه الصحيح ، أو
يُستند إليه في تحفيز العقل على الاجتهاد الذي يمكنه من فرض ذاته ووجوده بين
الكبار ..
صحيح ما يقال
،أيها الرئيس الجديد، حول الاجتهاد ، بأنه أداة مكمّلة للنجاح، لكنه لا يجدي نفعا
إذا لم يقترن بخطط عمل وبرامج قائمة على مناهج سليمة، متضمنة لأولويات ومتطلبات
تضمن تثبيت أركان النادي وتدعيمها بأسس قوية وراسخة كفيله بالبقاء تحت غصن الأمان
والاستقرار المتوازن البعيد عن الإخفاق أو السقوط المباغت، الغاية المنشودة التي
لا تتأتى إلا بالسعي الحثيث وراء اكتشاف الأفكار الجديدة ، والحلول الرائدة غير
المسبوقة في تحفيز التطلعات ورغبات النمو التي تخلق الشعور الملح بالرغبة في تحقيق
التفوق والانتقال فيه إلى الدرجات الأعلى المعززة للثقة في الانطلاقة الجديدة
المأمولة ..
لا شك السيد
الرئيس الجديد أنكم تعلمون مقولة : "أن انتقال الأفكار من الأذهان إلى الواقع
وعر وعسير"، اطمئن لأنه لن يكون مستعصياً بالنسبة إليكم ، وسيكون هينا وسالكا
،إذا أنتم اتخذتم أفضل المقاربات التي يقوم عليها الإبداع ، أي إبداع كان علمي فني
أم رياضي، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: التحلي بالمرونة والقدرة على
التكيف مع جميع الظروف والملابسات ،ووضع معايير عالية ومناهج استباقية لتجاوزها ،
وتخصيص موارد ومنتجات تقدم خدمات متطورة تلبي جميع الاحتياجات الكفيلة بتحويل ما
هو اليوم شرارة من الآمال والإلهام، ليكون غداً واقعاً رائداً ومساراً نحو
الإنجازات، التي لا بأس من الإقبال على المخاطرة من أجل تحقيقها -وأقصد هنا
المخاطرة المحسوبة - ولا بأس كذلك ، من الخروج بها على المألوف، والقفز فوق
الموانع التي وقفت حائلاً أمام من سبقوكم ،دون تخطي العقبات وتحقيق النتائج التي
يستحسن مقارنتها بين الحين والآخر ، بما يحققه الأغيار –الفرق الأخرى- أو ما يسعون
إليه، لما يخلقه من شعور الرغبة الملحة في التنافس على بناء أعمدة البيت
"الوفاوي" قوية تتغلب على الظروف والمتغيرات التي تتواكب مع أحداث
المشهد الكروي، الذي بات التميز والهيمنة على بطولاته هو الشعار المتداول في عصر
بات سريع الخطى نحو العالمية، الأمر الذي دفع ببعض من سابقيكم من الرؤساء ، دون
إجراء أبحاث معمقة أو توظيف استبيانات علمية ، إلى استهداف بدائل سهلة وسريعة
لمكتسبات لحظية ، لمجرد أنها تفرض القبول والارتياح لدى بعض الجماهير، وتخفف من
نبرة انتقاداتهم القاسية ، وترفع من معنويات المحيط القريب لوقت وجيز ، دون أن
تساهم في حل مثالي للمشاكل الحقيقية ، أو
تضمن بقاء الحال متعافيا وفي مأمن من العوارض التي تستنزف الطاقات ، وتُنهك
الأجساد لتسقطها فجأة سقوطا مباغتا دون مقدمات، وكأنهم يطبقون مقولة:إن أقصى ما
نتوق إليه ونعجز عن الحصول عليه أحب إلى قلوبنا مما قد حصلنا عليه.
ولذاك، إياكم
سيادة الرئيس الجديد من إعادة نفس الأخطاء بشكل أو بآخر، أمام الممكنات المتاحة
التي قد تمنحكم القدرة والأفضلية لظهور مميز قد يجل الكل يرتاح إلي تخطيطاتكم
واختياراتكم ، التي أتمنى أن تكون سليمة وتقدم الإضافات الجديدة والنقلات المنشودة
التي استحال على غيركم تحقيقها..
وفي الختام أسأل واسع الفضل والإحسان ، أن يبارك مهمتكم الصعبة هته ، ويجعلها عملا خالصًا للرقي بالرياضة عامة ، وما فيه خير "الواف" على وجه الخصوص ، ويرزقكم الله العون والسداد، ويوفقكم على إتمامه على الوجه الذي ترضاه الجماهير "الوافوية "ودامت لكم السلامة والعافية...