adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/08/21 - 10:28 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

تقديم: لماذا يعض المتوجون بالذهب ميداليتهم الذهبية ،بينما لا يعضها الفائزون بالفضية أو النحاسية؟

من بين المشاهد الغريب التي تفننت في نقلها التغطيات المكثفة للإعلامية الرياضية العالمية ، تلك اللقطات التلفيزونية للرياضيين الأولمبيين وهم يعضون الميداليات الذهبية التي توجت مساراتهم الرياضية ، والتي لفتت غرابتها انتبهي - ولاشك انتباه غيري- خلال ألعاب أولمبياد باريس 2024 ودفع بي ، كما غيري كثير،إلى طرح التساؤلات  حول أسبابها ودوافعها ،وهل هي تقليد شائع في جميع الأحداث الرياضية الكبيرة ؟ أم أنها تقليد خاص بالألعاب الأولمبية؟ وهل تحمل رمزية خاصة ؟

فبعد البحث والتنقيب توصلت إلى أن لوجود هذه الظاهرة عدة أسباب محتملة : بدأ من أنها من الممكن أن تكون كانت في القديم جزءاً من مراسيم الاحتفالات الرياضية ، أو تعبير فوري عن الفخر بالانجاز وتقدير للحظة الفرحة بالفوز ،فتحولت مع مرور الوقت ، إلى عادة وتقليد أكثر شيوعاً في الألعاب الأولمبية ،وباقي المنافسات الرياضية الكبيرة، خاصة في القرن العشرين الذي تزايدت فيه التغطيات الإعلامية الرياضية ، التي أسهمت  في تعزيز وتسريع تداولها بين الرياضيين الفائزين بالمداليات الذهبية، لكني –مع السف الشديد- إني لم أجد في تاريخ الرياضات سجلا دقيقا يسجل يحدد بدقة من كان له السبق في عض الميدالية الذهبية بعد الفوز بها ، ووجدت بدل ذلك أنها يمكن أن  تكون قد نشأت بشكل تدريجي كجزء من عادة تعود جزئيًا إلى التقليد التاريخي المتعلق بتقاليد المنقبين عن الذهب في الولايات المتحدة  في فترة حمى الذهب  ، والذين كانوا يعضون ما يكتشفونه من القطع الذهبية للتحقق من نقائها ، قبل أن تتطور ذاك التقليد ليصبح جزءًا من ثقافة الاحتفال بالفوز بالذهبيات في الرياضات .

 ويعلق أحد الأشرار بأن الرياضيين اليوم لا يعضون على ميدالياتهم  للفرحة والفخر بالإنجاز والاحتفال بالنجاح ، وإنما يفعلون ذلك للتأكد من أن الميداليات حقيقية ، وأنها ليست مجرد قطعة معدنية عادية ، لأن الميداليات الذهبية غدت غالبيتها مغشوشة ، ولم تعد تُصنع بالفعل من الذهب الخالص كما كانت في الماضي  تحتوي على كمية كبيرة من الذهب، لكنها، أصبحت غالباً ما تصنع من معادن رخيصة  مغطاة بطبقة رقيقة من الذهب ..

أما بالنسبة للفائزين بالميداليات الفضية أو النحاسية، فلم أرى من يعض منهم على ميداليته ، لأنه ليس هناك دافع لعضها كما هو حال الفائزين بالميداليات الذهبية ، ولأنه لا علاقة بالميداليات الفضية و النحاسية بالتقليد الذي كان متعارفا عليه بين المنقبين عن الذهب الأمركيين ، ويكتفي أصحابها بالتعبير عن فرحهم بالابتسام للكاميرات..