بقلم الأستاذ حميد طولست
من المسلمات
أن النجاح لا يأتي بسهولة، ويتطلب جهوداً مضنية وتعلما مستمرا من التجارب السابقة
، وأن الفشل ليس نهاية الطريق ، خاصة إذا كان مؤقتا ، وأنه بالتأكيد، يمكن أن يكون
تجربة مفيدة وفرصة سانحة لتصحيح الخطاء وتفاديها إذا ما تعومل معه بشكل إيجابي ، كما في حالة فشل المنتخب الأولمبي المغربي،
أمام "أكرانيا" الذي كان بمثابة فرصة للاستفادة منه كتجربة سيئة ،
ودافعاً قوياً للاختبار والابتكار ، ومحفزا لتحسين الأداء وتحقيق النتائج المميزة
، والذي حدث بالضبط في مباراة المغرب وأمريكا ، التي انتهت بفوز المغرب بحصة ثقيلة
، دفعت الكثير من المهتمين بكرة القدم لقراءة تفاصيل مجريات المباراة ، كواحدة من
المباريات المثيرة التي خاضها المغرب ، قراءة تحليلية، ودراسة كيفية وطرقة الوصول
فيها إلى ذاك الانتصار الكبير الذي سيظل عالقا في الأذهان .
ورغم أني لست
من المتخصصين في كرة القدم ولا من خبرائها، سأغامر في قراءة تحليلية لتفاصيل هذه
المباراة ، بدأ من أداء الفريق المغربي الذي أظهر تحكماً كبيراً في المباراة بفضل
تنسيق لاعبيه ، وتوظيفهم الجيد للمهارات الفردية والجماعية في تنفيذ الاستراتيجيات
الفعالة التي ساعدتهم على فرض السيطرة
الكاملة على مجريات اللقاء ، باستغلال القوة الهجومية والهجمات المرتدة والكرات
الثابتة المعتمدة على سرعة اللاعبين وقدرتهم على تنفيذ المراوغات الفعالة والناجحة
في إيقاف هجمات الخصم ،وإفساد محاولات تسجيله للأهداف ، وإرغامه على إضاعة ما سمحت
له به اللعبة من فرص العودة إلى المباراة ، سواء من خلال التسديدات أو الهجمات
المرتدة ، والتي أدت إلى تقليص فعاليته ،وجعله غير قادر على فرض أسلوب لعبه
المعتاد ، أمام ما تعرض له من ضغوط شديدة من قبل هجومات دفاع المنتخب المغربي،
التي كانت منسقة ومنسجمة ومتماسكة وناجحة وناجعة في استغلال ثغرات تسجيل الأهداف
الثلاثة ، إضافة إلى ضربة الجزاء ، التي أربكت التنظيم الدفاعي للمنتخب الأمريكي
وزعزعت ثقته في قدراته مند بداية الشوط الأول..
لاشك أن الفوز الكبير الذي حققه المنتخب المغربي ضد أمريكا القوية بعد فشله في هزم أكرانيا الضعف، سيعزز من معنويات ومكانة المغرب بين البلدان، وسيزيد ثقته لاعبيه بقدراتهم على تحقيق النتائج الإيجابية في المباريات المقبلة ، ويرفع من تطلعاته المغاربة في المنافسات القادمة ، في مقابل أن هزيمة المنتخب الأمريكي الثقيلة ، ستبقى صفعة للفريق والجمهور المركيين ، واللذان ستحتاجان إلى إجراءات واستراتيجيات جديدة لمعالجة نقاط ضعف التعامل مع التحديات المحتملة في مثل هذه النزالات الصعبة ،والتي كانت اختباراً حقيقياً للفريقين. خرج منها المغرب بنجاح مبهر بفضل أدائه المتكامل وقوته الهجومية، بينما واجهت أمريكا صعوبات في جميع الجوانب لضعف استراتيجياتها التكتيكية ، وعدم تكيفها مع المواقف.