adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/08/02 - 7:41 م


 بقلم حميد طولست

النقد والانتقاد يقوم كل منهما على تقييم أو تحليل شيء معين، ولكنهما يختلفان في الأسلوب والهدف ، حيث أن النقد يسعى إلى البناء وتحسين الأمور ، من خلال تقييم النقاط الإيجابية والسلبية على حد سواء ، من خلال التحليل الموضوعي والعميق للأحداث أو الأفكار ، مع اعتماد الدليل ، والبرهان ، والبينة ، والأمارة ، والمنطق في تقييمه. بينما الانتقاد يرتكز في غالبته على تسليط الضوء على السلبيات والأخطاء ، بهدف التعبير على عدم الرضا أو توجيه اللوم المعتمد على العاطفة بدل المنطق والبرهان ، والبينة ، والأمارة ، والأسلوب السلبي اللاذع المفتقر للتوازن والموضوعية الغير بنّاءة ولا مهنية ، والتي قد تحقق أهداف النقد البناء ضدا في غاية أصحابها بعض ، فتلعب دوراً مهماً في إصلاح الاعوجاج وإتمام النقص في العديد من المجالات والسياقات اليومية والاجتماعية والسياسية والرياضية ، كما حدث مع عبد الصمد الزلزولي، لاعب كرة قدم المغربي ،الذي تحامل عليه بعض المتطفلين على كرة القدم، بهدف تحطيم معنوياته وطموحاته في الوصول إلى المجد وتحقيق الألقاب ، بتأليب السكيتيوي عليه حتى يتخلى عن خدماته ، كما حدث مع الكثير من اللاعبين الذي تم تحطيم معنوياتهم تم التخلي عنهم ، بسبب الانتقادات الجماهرية المجانية اللاذعة ، كتعرابت الحدادي برادة ماسينا والكثير غيرهم ممن لم تعطاهم فرص تدارك الأخطاء، المصير الذي كان سيتجرعه عبد الصمد الزلزولي - بعد خسارة المغرب الصادمة أمام اوكرانيا – لولا تعقل وتفهم المدرب السكيتوي هدف انتقادات و سباب الجماهير لعبد الصمد الزلزولي، وجدد ثقته في موهبته الكبيرة الفذة ، ما أظهر شخصيته الحقيقية القوية ، وتصرفاته الرزينة التي عكست ما يتمتع به من أخلاق عالية واحترافية كبيرة في تقبله للنقد والإنتقاذ الذي واجهه بأخلاق راقية بلغت حد الاعتذار والوعد بإصلاح الأخطاء التي ربما قد يكون قد ارتكبها خلال مباراة المغرب وأكرانيا ، والعمل على تحسينها ، وغيرها من التصرفات والصفات الحميدة التي تستحق الإشادة وتعزز مكانته كلاعب محترم ومحبوب يرغب حقيقية في التطور والنجاح.

خلاصة القول : لاشك أن رحابة الصدر وتقبل النقد والانتقاد بروح رياضية والعمل على تحسين الأداء  ، والاعتراف بالأخطاء واحترام آراء الجماهير واعتذاره لهم ، ينم عن سمات الأخلاق العالية التي قدم عبد الصمد الزلزولي مثالاً رائعاً عنها ، يظهر تسامحه وتواضعه واستعداده للتعلم والتطور، الذي يعزز علاقته بمشجعيه ، ويزيده من دعمهم له.