جدد وزير
الخارجية التونسي نبيل عمار تمسك بلاده باتحاد المغرب العربي، موضحا أن اللقاءات
التشاورية بين بلاده والجزائر وليبيا لا تخرج عن إطار النقاش حول عدد من القضايا
المشتركة.
ويقيم هذا
التوضيح الرسمي الدليل على أن المبادرة التي طرحها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون
بهدف تأسيس تكتل مغاربي جديدة يستثني المغرب، اصطدمت برفض وتجاهل من كافة دول
المنطقة التي نأت بنفسها عن المخطط الرامي إلى تفكيك الاتحاد المغاربي القائم.
وقال عمار في
تصريح لصحيفة "الصباح" التونسية إن ''الآلية التشاورية الثلاثية بين
تونس وليبيا والجزائر لا تشكل بديلا لاتحاد المغرب العربي الذي يظل خيارا
استراتيجيا ومكسبا حضاريا تعمل تونس وبقية دول الأعضاء الشقيقة على تجسيده وتجاوز
الصعوبات التي تعيق سير تفعيله".
ويتناغم موقف
تونس بشأن المبادرة الجزائرية مع موقف ليبيا التي شددت على تمسكها باتحاد المغربي
العربي، مؤكدة في رسالة خطية وجهتها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس تشبثها
بإحياء التكتل القائم، معتبرة أنه "الإطار الوحيد للدول المغاربية الساعية
نحو التكامل وتحقيق طموحات الشعوب في الاستقرار والرفاهية".
وأثار مقترح
تبون بإنشاء تكتل مغاربي جديد جدلا واسعا، فيما أكد خبراء وشخصيات سياسية أن هذه
المبادرة ولدت ميتية، خاصة وأنها تستثني المغرب الذي يلعب دورا وزانا في المنطقة
المغاربية ويقيم علاقات راسخة وشراكات مع كل من تونس وليبيا وموريتانيا.
وكشف تبون في 3
مارس الماضي عن رغبته في إنشاء تكتل جديد في المنطقة المغاربية وقال في تصريح
حينها "انطلاقا من الفراغ الموجود حاليا حيث لا يوجد عمل مغاربي مشترك تقرر
عقد لقاءات مغاربية دون إقصاء أي طرف والباب مفتوح للجميع".
ونفى الرئيس
الجزائري اتهامات وجهت له بالسعي إلى تفكيك الاتحاد المغاربي، موضحا أن مبادرته
تهدف إلى تأسيس "كتلة إحياء العمل المغاربي المشترك من أجل توحيد كلمة هذه
الدول حول العديد من القضايا الدولية دون اقصاء أي طرف"، لافتا إلى أن
المشروع يعد "نسخة مكررة من الاتحاد ينص على نفس الأهداف ويجمع دول المنطقة
الخمسة".
بدورها تجاهلت
موريتانيا مقترح تبون واعتبر عدد من المسؤولين الموريتانيين أن استثناء أي بلد
مغاربي من المشاورات المشتركة من شأنه أن يضعف الاتحاد المغاربي ويجعله تكتلا
أعرج.
ونقل موقع
"هيسبريس" عن البراق شادي عبدالسلام الخبير الدولي في إدارة الأزمات
وتحليل الصراع وتدبير المخاطر قوله إن "اتحاد المغرب الكبير هو الإطار
الإقليمي الوحيد الذي يمكن من خلاله مناقشة القضايا المغاربية بين أطراف
مغاربية"، لافتا إلى أن "أي محاولات لتجاوزه كمنتدى سياسي إقليمي فاعل
هو إضعاف لكل الجهود التي تعقدها الدول المغاربية الفاعلة من أجل تفعيل معاهدة
إنشاء الاتحاد المغاربي".
وتابع أن
"اللقاءات التشاورية التي عقدتها تونس وليبيا والجزائر تبقى غير قادرة على
بلورة تصورات مغاربية حقيقية الإشكالات المطروحة وعاجزة عن تقديم حلول ناجعة
للقضايا العالمية والقارية والإقليمية المطروحة فوق طاولة الفاعل المؤسساتي في دول
جنوب المتوسط وشمال إفريقيا"
ويضم اتحاد
المغرب العربي تونس والجزائر وموريتانيا والمغرب وليبيا، ويبلغ عدد سكان البلدان
الخمسة نحو 120 مليون نسمة، فيما تصال مساحتها إلى 6 ملايين كيلومتر مربع أي نسبة
40 بالمئة من مساحة الوطن العربي وتشكل صادراتها الخارجية 47.5 مليار دولار.
وأنشئ الاتحاد المغاربي لتحقيق جملة من الأهداف من بينها النهوض بالقطاع الاقتصادي وتوحيد الرؤى والمواقف الخارجية إزاء القضايا الدولية وتوثيق أواصر الأخوة التي تربط بين الأعضاء وشعوبهم والمساهمة في صيانة السلام القائم على العدل والإنصاف والسير في السياسات المشتركة في مختلف الميادين، وفق معاهدة التأسيس.