adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/07/29 - 12:14 ص


بقلم الأستاذ حميد طولست

كل الرياضات مليئة بالعواطف التي تظهر مدى أهمية الرياضة في حياة الناس وكيف أن التفاعل العاطفي تجمعهم عشاق الرياضات على مشاعر مشتركة، سواء كانت فرحا أو حزناً ، ليعبّروا بها عن ارتباطهم العميق بفرقهم المفضلة ،وليفصحوا بها عن آمالهم ومتمنياتهم بالنجاح لمنتخبات بلدانهم ، وخاصة مع كرة القدم التي لمباراتها تأثير بالغة على محبيها من اللاعبين والجمهور ، يشعر بعضهم بالحزن والأسى عندما لا يفوز فريقه المفضل ، والذي يعبرون عنه -إلى جانب البكاء ، الذي هو الوسيلة المثلى للتعبير الصادق عن مشاعر الحب والشغف البالغ - بطرق أخرى كثيرة ومتنوعة  ، تعكس عمق الانتماء والحب تجاه الفرق والمنتخبات . فهل فعلا بكى ليونيل ميسي –كما يروج رغم أنه لا توجد في الواقع معلومات تفيد بأنه بكى - بعد خسارة منتخب بلاده أمام المغرب ، كما بكى كريستيانو رونالدو بعد هزيمة البرتغال في  مباريات معينة .

وسواء بكى ميسي ، أو لم يبكي جراء خسارة فريقه أمام المغرب، فقد بكى بعد خسارة الأرجنتين في نهائي كوبا أمريكا 2016 ضد تشيلي، كما فعله غيره من نجوم وأساطيل كرة القدم، الذين لم يستطيعوا منع دموعهم بعد خسارة فرقهم في مباريات حاسمة، بسبب شغفهم الكبير وارتباطهم العاطفي العميق تجاه فرقهم وأوطانهم.

حيث نجد من الأبطال و الأساطيل الذين أبكتهم خسارة مباريات كرة القدم -التي هي بالنسبة لهم أكثر من مجرد لعبة- : كريستيانو رونالد ، الذي لم يتمكن من انهمرت دموعه بعد خسارة البرتغال أمام اليونان في نهائي يورو 2004 ، وغيرها من الخسارات المفجعة  التي تلقاها منتخبه  في السعودية.

وكأندريا بيرلو، الذي أبكته خسارة إيطاليا أمام إسبانيا في نهائي يورو 2012، حيث تعرضت إيطاليا لهزيمة قاسية بنتيجة 4-0. وكستيفن جيرارد ، الذي غلبته دموعه بعد خسارة ليفربول أمام تشيلسي في موسم 2013-2014، الذي كان فيه ليفربول قريبًا جدًا من الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز.

وكجانلويجي بوفون، الذي أبكته خسارة يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا 2017 أمام ريال مدريد.

وكنيمار جونيور، الذي بكى لخروج البرازيل من كأس العالم 2018 على يد بلجيكا، حيث كان يعلق آمالًا كبيرة على قيادة فريقه للفوز بالبطولة.

وليس البكاء ، هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن المشاعر الحب  والشغف بالمنتخبات، بل هناك طرق عديدة لتعبير أبطال ولاعبي ومشجعي كرة القدم عن حبهم للعبة ومنتخبات بلدانهم ، كالهتافات والأغاني الجماعية التشجيعية ، ورفع الأعلام الوطنية واللافتات ، وارتداء القمصان والأوشحة والرموز والشعارات وألوان الفرق  والمنتخبات، والتي تتخذ لخلق الأجواء الحماسية الداعمة والمحفزة على تحقيق أفضل النتائج ، الهدف المشترك بين جميع المولعين والمشجعين .

فإلى جانب هذه الوسائل التي تُتخذ للتعبير عن حب ودعم الفرق والتأكيد على الافتخار بها وبأوطانها، وإظهار الولاء والانتماء والدعم والتضامن معها، قبل المباريات وأثناءها وبعدها وخلال الحياة اليومية ، عبر تنظيم التجمعات والمسيرات الجماهيرية الحملات الداعمة والمشجعة ، التي يقوم بها المشجعون المتواجدون خارج المدرجات ، عن طريق التحليل والكتابة والتعليق وإنتاج مقاطع الفيديو والصور المعبرة عن الفخر والانتساب للمنتخب عبر التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي ، من خلال المجموعات والصفحات التي تهتم بكرة القدم ، وعلى رأسها الإنترنت .

وخير مثال على ذلك ما قامت به الجماهير المغربية من أدوار بطولية في تعزيز معنويات لاعبي منتخبها الأولمبي المغربي ، من خلال تواجدها الجماهيري الكبير الذي غطى جميع أركان مدرجات ملعب .... بالكامل ، ولون أرجاءه بحمرة الرايات الوطنية التي رفعت روح من معنويات اللاعبين ، وخلقت حولهم الهتافات والأغاني التشجيعية التي غمرت الملعب بالأجواء الإيجابية والحماسية التي أشعرت اللاعبين بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم الكبيرة ضد الأرجنتين بطل العالم ، الذي تمكنوا من الفوزعليه بفوز مستحق يعكس قوة الإرادة الجماعية وروح الفريق التي عززها دعم الجماهير المخلصة التي أعطتهم دفعة معنوية هائلة ساعدتهم على تقديم أفضل ما لديهم ، لهزم خصمهم العنيد في أول لقاء لهما.

وخير دليل على حضور الجماهير المغربية لتشجيع منتخبها الأولمبي ، ما قاله حارس منتخـب الأرجنتين روللي لقنـاة RMC Sports   :ما رأته عيناي اليوم حقا جنـونا ، شيء لا يصـدق ومن الـخيال عندما دخلـت للملـعب أحسست أننا سنـلعب في المغـرب وليس في فرنـسا حتى أصدقـائي انبهروا وقـالو لي هل فرنـسا محتلة عـند المغاربة أم أنـنا في كازابلانكا أو مراكـش.