بقلم سري
القدوة سفير الإعلام العربي في فلسطين/ رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
وما من شك بان
اكتشاف المقابر الجماعية هو دليل جديد على عمليات الإبادة الجماعية التي اقترفها
جيش الاحتلال الإسرائيلي، في عدوانه الدموي على شعبنا، لتحقيق مخطط الإبادة
والتهجير الذي يسعى إليه لتنفيذ سياسته لتهجير وإفراغ الأرض من أصحابها الأصليين
وعودة احتلال قطاع غزة بالكامل وإقامة المستوطنات الإسرائيلية .
توالي اكتشاف
هذه المقابر الجماعية والتي انتشلت الطواقم الطبية منها جثامين 520 شهيدا، يستدعي
من المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ كل الإجراءات التي توقف هذا العدوان
الوحشي على شعبنا والتي فاقت فظاعته حدود التصور الآدمي .
اكتشاف عمليات
المقابر الجماعية في المواقع التي يحتلها او تواجد بها جيش الاحتلال حيث انتشلت
الطواقم الطبية منها جثامين المئات من الشهداء حتى الآن لهو دليل واضح على حجم
الجريمة المرعبة والذي يفرض على المجتمع الدولي والأمم المتحدة فتح تحقيق عاجل
لمعرفة خلفيات هذه الجرائم ووضع حد للعدوان الدموي الذي يمارسه المستوى السياسي
بحكومة الاحتلال.
تصعيد
إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، عدوانها بما في ذلك إعمال الإرهاب، على السكان
المدنيين الفلسطينيين الخاضعين لاحتلالها غير القانوني، بما يشمل الهجمات على رفح
التي لجأ اليها غالبية المدنيين في غزة هربا من هجوم الإبادة الجماعية الذي تشنه
إسرائيل عليهم منذ أكتوبر 2023، مما أدى الى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على
القطاع منذ السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى 34904 شهداء، وأكثر من
78514 مصابا، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي
الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم .
بات من المهم
والضروري قيام المؤسسات الحقوقية الدولية، ومراكز الدفاع عن الشعوب التي تتعرض
للإبادة والقتل، والمؤسسات المعنية بتوثيق هذه الجرائم ورفعها إلى محكمة الجنايات
الدولية، وغيرها من المحاكم المختصة لمحاسبة الاحتلال وقادته المجرمين، ولا يمكن
استمرار الصمت الدولي إمام قيام بعض أعضاء الكونغرس الأميركي من الجمهوريين،
بتهديد مدعي عام محكمة الجنايات وذلك للتأثير على مجريات العدالة وعدم محاسبة
أعضاء وقادة في حكومة الاحتلال كمجرمي حرب .
المجتمع
الدولي ودول العالم مطالبين بالعمل على وقف هذه المجزرة فورا، خاصة وأن الاحتلال
ممعن في صلفه وإجرامه، في تحد صارخ للقانون الدولي، والقانون الإنساني، ويستعد
لارتكاب مذبحة كبرى تحت أنظار العالم، ضد أكثر من مليون ونصف فلسطيني في مدينة
رفح.
كل أحرار
العالم مطالبين اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالوقوف صفا واحدا ضد حرب الإبادة
والتهجير القسري التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة، ولا
بد من التأكيد على الدعم الدولي غير المشروط للشعب الفلسطيني في نضالاته وتضحياته
من أجل استرداد حقوقه المشروعة، وغير القابلة للتصرف والتي لا تسقط بالتقادم، ودعم
صمود أبناء الشعب الفلسطيني من أجل إقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس .