تعول المملكة
المتحدة على أطول خط كهرباء بحري في العالم (مشروع إكس لينكس)، وإنتاج الطاقة
المتجددة في المغرب، لإنقاذ شبكتها الكهربائية، في ظل إنتاج متقطع للرياح، وتباطؤ
بدء مشروعات الطاقة النووية لتعويض غياب الغاز الروسي.
وحسب موقع
منصة الطاقة، فإنه يبدو أن العام الجاري 2024 سيشهد إطلاق مشروع ضخم يربط مشروعات
في صحاري المغرب بمحطة فرعية في إنجلترا، عبر سلسلة من الإجراءات والخطوات واسعة
النطاق، تشمل المرور بعدة دول، ومشاركة شركتين هما طاقة الإماراتية وتوتال إنرجي
الفرنسية.
وتحتاج شبكة
المملكة المتحدة إلى تعويض الإنتاج "المتقطع" من الرياح والطاقة
الشمسية، خاصة في ظل تقلبات الطقس، ومساعي خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، بحسب
ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتطلع
الشركات المشاركة في مشروع إكس لينكس إلى نقل إنتاج مشروعات الطاقة المتجددة في
المغرب، عبر أكبر سفينة مخصصة لمد خطوط الكهرباء في العالم.
وتتولى
السفينة التي تعد الذراع الرئيس للمشروع، نقل الإمدادات من المغرب (البلد الواقع
شمال أفريقيا) إلى محطة فرعية في مدينة ديفون البريطانية.
وتقوم الفكرة
على مد 4 خطوط بصورة متوازية من مشروعات الرياح والطاقة الشمسية في المغرب، وقد
تدخل السفينة حيز التشغيل خلال العام الجاري، خاصة بعد اكتمال تصميماتها.
ويمكن للسفينة
حمل خطوط كهرباء لمسافة تصل إلى 200 ميل يمكن نشرها في قاع البحر، وكلفت مئات
الملايين من الجنيهات الإسترلينية (لم تفصح الشركة عن التكلفة الإجمالية حتى
الآن)، حسب صحيفة ذا تيليغراف البريطانية (The Telegraph).
ويشرح الرئيس
التنفيذي لشركة إكس لينكس فيرست (Xlinks First) التابعة لشركة إكس لينكس المشغلة جيمس همفري، أن تقنية عمل
السفينة تقوم على مد خطين من المغرب بمسافة 100 ميل لكل منهما، ثم ربط خطين
بالمسافة نفسها من المملكة المتحدة، وتكرر العملية حتى تربط كل الخطوط المستهدف
مدها.
ويمكن لأطول
خط كهرباء بحري في العالم، والإنتاج الواعد لمشروعات الطاقة المتجددة في المغرب،
إنقاذ شبكة الكهرباء البريطانية.
وحسب التفاصيل
التي اطلعت عليها منصة الطاقة (مقرها واشنطن)، تضم السفينة برجا ضخما يشكل حجر
الزاوية في عملها، إذ يصل طوله إلى 600 قدم، ومن المقرر التأسيس لعزل الخطوط بصورة
جيدة قبيل تحميلها على السفينة.
وأوضح جيمس
همفري أن مشروع إكس لينكس يوفر للمملكة المتحدة إمدادات ثابتة ونظيفة بأسعار
ملائمة، ويعزز ازدهار مستقبل المغرب وبريطانيا.
وتنقل خطوط
المشروع الممتدة بين البلدين تيارا كهربائيا مباشرا بجهد عالٍ، ويشمل مسارها
المرور بسواحل إسبانيا والبرتغال وفرنسا.
وفي المغرب،
تربط هذه الخطوط الممتدة بإنتاج هائل، يشمل: 7 مزارع طاقة شمسية، و1000 توربين
رياح على مساحة شاسعة تقارب مساحة لندن.
ومن المخطط أن
تحمل السفينة ذات الطاقم المكون من 80 فردا شحنات تصل حمولتها إلى 26 ألف طن، في
حين تتولى شركة إكس إل سي سي (XLCC) بناء خطوط بطول 10 آلاف ميل في مصنع بإسكتلندا.
ويلبي مشروع
الربط بين المغرب وبريطانيا 8% من طلب الأخيرة على الكهرباء مع التشغيل الكامل،
بما يسمح بتزويد شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة بنحو 3.6 غيغاواط.
واللافت للنظر
في مشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم بين المغرب والمملكة المتحدة، أن إنتاجه
يفوق الكهرباء المتوقع إنتاجها من محطة هينكلي بوينت سي (Hinkley Point
C) النووية التي كلفت
بريطانيا 46 مليار جنيه إسترليني (58.3 مليار دولار أميركي).
وتتجاوز تكلفة
المحطة النووية، التي يتوقع تشغيلها مطلع العقد المقبل بعد تأخيرات عدة، ما يزيد
على ضعف التكلفة المتوقعة لمشروع إنقاذ الطاقة المتجددة في المغرب لشبكة الكهرباء
البريطانية، والمتوقعة بنحو 27 مليار جنيه إسترليني.
ويخضع مشروع
أطول خط كهرباء بحري في العالم إلى إدارة مباشرة من حكومة المملكة المتحدة، ويحظى
بدعم مالي من شركات: أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" TAQA الإماراتية، وتوتال إنرجي (Total
Energies) الفرنسية، وأكتوبوس
إنرجي (Octopus Energy) البريطانية.
وتملك الطاقة
المتجددة في المغرب إمكانات قادرة على إنجاح مشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم،
إذ يكتسب الإشعاع الشمسي المتواصل والرياح القوية ميزة نسبية لدى الدولة
الأفريقية.
وتشكل هذه
الإمكانات، بعد تعزيزها ببطاريات تخزين، منشأة كاملة توفر مصدرا ثابتا لشبكة
الكهرباء البريطانية.
وينطلق
المشروع من منطقة كلميم واد نون في المغرب، بإنتاج يصل إلى 11.5 غيغاواط من
الكهرباء النظيفة، تزود 3.6 غيغاواط منها ما يزيد عن 7 ملايين منزل بريطاني
بالإمدادات، حسب معلومات منشورة في الموقع الإلكتروني لشركة إكس لينكس المشغلة.
ويتضمن
المشروع بطارية تخزين بقدرة 22.5 غيغاواط ساعة/5 غيغاواط، خاصة في ظل ريادة عالمية
حققتها مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب خلال السنوات الـ10 الماضية.
وعزز المغرب
من استثماراته في الطاقة النظيفة، بمشروع مجمع ورزازات المغربي (محطات نور) أكبر
مشروعات الطاقة الشمسية المركزة في العالم، وبرنامج طاقة الرياح المتكامل.
وتوفر هذه
الإمكانات دعما لمشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم، الذي يحمل فوائد مزدوجة، إذ
يدعم إستراتيجية التصدير المغربية، بالإضافة إلى تغطيته 8% من الطلب البريطاني على
الكهرباء.