adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/12/23 - 2:11 م

بعد اعتقال سعيد الناصري رئيس فريق الوداد وعبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق عادت مجلة جون أفريك ونشرت مقالا في الموضوع  تحت عنوان المغرب: "بابلو إسكوبار الصحراء يطيح برئيس فريق الوداد ورئيس جهة الشرق".

وأفادت المجلة أنه تم إيداع عبد النبي بعيوي، واصفة إياه بالمنتخب النافذ عن المنطقة الشرقية، وسعيد الناصري، رئيس فريق نادي الوداد لكرة القدم الشهير بالدار البيضاء، رهن الحبس الاحتياطي بتهمة الاتجار بالمخدرات، وجاءت هذه الاعتقالات بعد تصريحات "بابلو إسكوبار الصحراء"، الذي يقبع منذ أربع سنوات في سجن الجديدة، وفق ذات المجلة.

وجاء في مقال مجلة جون أفريك، أنه وفي الساعات الأولى من يوم الجمعة 22 دجنبر الجاري، أمر الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء  بإيداع 20 شخصا السجن الاحتياطي متابعون في "قضية البارون المالي"، أحد أباطرة المخدرات، وهي القضية التي تم الكشف عنها خلال الصيف الماضي من خلال تحقيق أجرته مجلة جون أفريك بعنوان "اعترافات بابلو إسكوبار الصحراء".

ومن ضمن المعتقلين، تضيف المجلة، سعيد الناصري رئيس الوداد البيضاوي والذي يشغل أيضا مهام رئاسة مجلس عمالة الدار البيضاء و المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وشخصية سياسية بارزة أخرى رهن الاعتقال وهو عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق منذ عام 2016. وكذلك شقيقه عبد الرحيم بعيوي، الرئيس عن حزب البام لجماعة عين الصفا (المنطقة الشرقية)، ومن بين التهم الموجهة إليهم: الاتجار بالمخدرات (أو المشاركة) والسطو على الممتلكات وغسيل الأموال وإخفاء أشياء متحصل عليها من جنحة التزوير واستخدام وثائق المزورة والشطط في استعمال السلطة.

وكشفت "جون أفريك"أن الحاج أحمد بن إبراهيم المزداد سنة 1976 في كيدال بمالي، في منطقة تمتد فيها الصحراء على مد البصر، من أم مغربية أصولها من مدينة وجدة، وأب مالي، عاش حياة بسيطة مثل أي ابن لراعي إبل، غير أن صدفة لقائه بمشاركين في رالي باريس دكار، حسب ما ورد في تقرير "جون أفريك" غيرت مسار حياته، وفتحت له الباب للتعرف على مسارات الصحراء وخباياها، في منطقة تتسم بصعوبة السيطرة عليها، ولا تحكمها إلا المساعدات الإنسانية أو تجارة السلاح أو المخدرات.

بدأ الحاج يشق طريقه، وفق المقال الذي ترجمه موقع لكم وذلك بتعميق معرفته بالصحراء، بضبط لهجات الأزاواد والتعرف على القبائل والوقوف على تفاصيل الساحل الإفريقي، ليتمتع بذلك بمقومات قليلا ما تجتمع في شخص واحد، ومكنته من وضع يده على مناطق واسعة من المنطقة.

والمعرفة العميقة بالصحراء، جعلته محط اهتمام كبار الأسماء في المنطقة، ومنهم سيف الإسلام القذافي، الإبن الثاني للزعيم الليبي الأسبق معمر القذافي وشخصيات أخرى قوية في القارة استعانت بخدماته.

وانتقل المالي سريعا إلى مستوى ثان من العمل باستغلال معرفته بالصحراء في تجارة المخدرات، حيث بدأ في استعمال الطائرات الصغيرة لنقل الكوكايين في البداية من أمريكا اللاتينية إلى الغرب الإفريقي، وساحل العاج والسينغال وغينيا بيساو والسيراليون، ليتمكن من تحويل كميات من هذه المخدرات سواء برا عبر مالي والنيجر والجزائر وليبيا ومصر، أو بحرا عبر السواحل المغربية ثم أوروبا، ويصبح بذلك بسرعة من أكبر تجار المخدرات في القارة.

التجارة الدولية للمخدرات، فتحت أعين المالي على العالم وبدأ يعيش حياة الأثرياء، تزوج بابنة مسؤول عسكري بوليفي كبير، وربط علاقات مع النساء في كل بلدان عمله، يقال إن له ابنا في كل بلد، ووسع ممتلكاته بشراء جزيرة خاصة في غينيا وشققا في البرازيل وروسيا وأراضي في بوليفيا.

توسيع قائمة الممتلكات قادت المالي إلى المغرب، اشترى فيلا في الدار البيضاء وشققا في مسقط رأس أمه بمدينة وجدة، وحصة في فندق فاخر في إسبانيا، وقرر أن يدرس وحصل على شهاد من جامعة بريطانية.

ابتداء من سنة 2010 بدأ تقارب المالي مع منتخب في الشرق، ومسؤولين آخرين في الشمال وفي زاكورة كذلك، تقول "جون أفريك"، إنه تقارب كان بهدف توزيع للقنب الهندي، ووزع بالفعل كميات تتراوح ما بين 30 و40 طنا في عمليات تتم ما بين ثلاث وأربع مرات سنويا.

وخلال سنة 2015، تم توقيفه في موريتانيا بعد عملية مطاردة على الحدود مع المغرب، حيث كان على متن سيارة تحمل 3 أطنان من المخدرات ومبالغ مالية كبيرة، وتم توقيفه وسجنه في العاصمة نواكشوط، غير أن الصحيفة تقول إن المسؤولين الموريتانيين فهموا سريعا أن الأمر لا يتعلق بسجين بسيط، فاتخذت محكمة العاصمة قرارا بعدم الاختصاص.

بعد السجن، يقول المصدر ذاته، إن المالي كان هدفه استعادة مكانته في المنطقة، غير أنه فوجئ بأن شركاءه المغاربة استولوا على ممتلكاته.

وتوترت العلاقة أكثر بين الجانبين، عندما اتهم المالي المغاربة بتدبير مكيدة له، حيث حجزت السلطات المغربية 40 طنا من المخدرات في محطة استراحة في الجديدة، تم شحنها على متن مركبات تابعة لشركة كانت في ملكيته، غير أنه يقول إنه باعها إلى منتخب الشرق، في حين أن هذا الأخير، حسب المجلة، لم يغير البطائق الرمادية للشاحنات، وهو ما قاد المالي للتوقيف فور وصوله للمغرب.

طريقة توقيفه في المطار بعد دخوله للمغرب جعلته يحس بالغدر، غير أنه أخذ وقتا طويلا لدراسة طريقة رده، ليضع ثمان شكايات ضد منتخب الشرق في شهر يونيو الماضي.

القضية استنفرت الشرطة القضائية بالمغرب، وانتقلت على إثرها للاستماع إلى المالي في سجنه بالجديدة مرات عديدة.

وعلى الرغم من كل الأحداث، فإن حياة الحاج أحمد بن إبراهيم الذي يقارب عمره الخمسين سنة كانت حافلة بالمفاجآت التي كان يعرفها المقربون منه من معارفه، وصارت اليوم صفحات مفتوحة أمام الرأي العام.. والمرجح أن ما تسرب ليس كل شيء، تؤكد المجلة.