أفضت التحقيقات والتحريات التي باشرتها الشرطة الوطنية الإسبانية، إلى
توقيف أعضاء شبكة للزواج الأبيض، والتي يتزعمها مواطنون من جنسية مغربية، يقومون
بتسهيل زواج نساء إسبانيات من مهاجرين مغاربة قصد الحصول على تصاريح الإقامة
والعمل.
وحسب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، فإن التحقيقات بشأن هذه القضية انطلقت
قبل أشهر، عندما اكتشف عملاء من لواء الهجرة الإقليمي عدة طلبات للحصول على تصاريح
إقامة من مهاجرين متزوجين من مواطنات من الاتحاد الأوروبي، والتي يمكن أن تكون
زيجات بيضاء أو زواج مصلحة.
وتأكدت شكوك المصالح الأمنية الإسبانية، عندما لاحظت فارق السن الكبير بين
الأزواج المختلطين، فضلا عن كون النساء الإسبانيات المتورطات في هذه الزيجات سبق
أن تزوجن أكثر من مرة من مواطنين مغاربة.
وأوضحت ذات المصادر، أن هذه الشبكة تمارس أنشطتها المشبوهة قبل بضع سنوات،
حيث تقوم بتجنيد مواطنين إسبان، غالبيتهم من النساء المقيمات في قرطبة، من أجل
تزويجهن لأشخاص غير معروفين من أصل مغربي، مقابل منحهن مبالغ مالية من مجموع
الأموال التي تحصل عليها الشبكة، والتي حددت في 4000 يورو عن كل زيجة.
وبموجب ذلك، يتمكن المواطنون المغاربة، بمجرد تسجيلهم كشركاء للنساء
الإسبانيات، من التسجيل لدى الجهات المختصة كأحد أفراد مواطني المجتمع، مما يسهل
عملية حصولهم على تصريح الإقامة والعمل في إسبانيا.
وخلال التحقيق في هذه القضية، اكتشفت المصالح الأمنية ما مجموعه 20 طلبا
احتياليا للحصول على تصاريح إقامة عائلية، مما أدى إلى إلغائها جميعا، وتتبع
أصحابها الذين أوصلوا عناصر الشرطة إلى الأفراد الذين يتزعمون شبكة الزواج الأبيض.
ووفقا للمصادر سالفة الذكر، فقد أسفرت تدخلات الشرطة الوطنية الإسبانية عن
اعتقال 32 شخصا إسبانيا ومغربيا بأقاليم جيان وقرطبة ومالقة، للاشتباه في تورطهم
في تشجيع الهجرة غير الشرعية وتزوير الوثائق والانتماء إلى منظمة إجرامية.