وهكذا، وبعد إستقبال المشاركين والمشاركات، أوضحت رئيسة الجمعية السيدة حسناء علالي، بعد الترحيب، أن اللقاء يأتي في السياق العام الذي يهم النهوض بحقوق العاملات الزراعيات في القطاع الفلاحي، وأن المشروع في جملته جاء تماشيا مع المنظومة الكونية لحقوق الإنسان في شموليتها.
بعد ذلك تناول الكلمة خلال هذه الندوة كل من السيدة فاتحة ودرة منسقة مشاريع الجمعية في عرض بسطت خلاله العناوين العريضة للمشروع، مؤكدة أنه يدخل في إطار تبني الجمعية لقضايا النساء والإنتهاكات التي تطالها في جميع المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها.
ثم تداول الكلمة كل من السيد يونس الشبر، الذي سلط الضوء على الرؤية النقابية، التي ما فتئت تدعم نضالات هذه الفئة من أجل تغيير الاوضاع المأساوية التي تعيشها الطبقة العاملة الزراعية، خاصة حرمانها من أجر عادل و تغطية صحية و اجتماعية منصفة، دون إغفال الأخطار التي تحدق بها يوميا من أجل أجرة زهيدة.
السيدة سارة عازم بسطت بين أيدي الحاضرين نتائج بحث اجتماعي قامت به، حول النساء العاملات في الزراعة، كان الهدف منه معرفة أوضاع العاملات الزراعيات، من خلال توفير عناصر تشخيص الواقع وتحليلها، الشيء الذي سيمكن المطلعين على هذا البحث، للخروج بخلاصات وتقديم مقترحات و توصيات تسهم قي تحسين أوضاع الفئة المستهدفة، و تدعم دورها في تنمية المنطقة من جهة، والتعرف على الخصائص التي تميز العاملات الزراعيات ووصف ظروف عملهن و أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى.
السيدة فاطمة الزهراء الريحاني، حولت أنظار الجميع إلى بعض الإنتظارات التي ستسهم في تقليص بعض متاعب العاملات الزراعيات، من خلال بعض المشاريع التي ستطلقها مديرية التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء.
السيد حسين مسحت عن جمعية "أماندا" التي سبق وأن مسحت غبار مأساة نقل العاملات الزراعات بطرق ووسائل مهينة للكرامة، من خلال بحث ميداني قامت به الجمعية، نبهت من خلال خلاصاته إلى استمرار الاستهتار بأرواح العاملات الفلاحيات، ودعت المسؤولين إلى ضرورة منع نقل العاملات والعمال على حد سواء عبر الشاحنات ووسائل نقل البضائع.
وتوجت عروض الندوة بمناقشات مستفيضة حول كيفية الدفاع عن حقوق العاملات الزراعيات من خلال تفعيل دور المجتمع المدني كآلية للتصدي لهجوم الباطرونا على حقوق الفئة المستهدفة في ظل الرأسمالية المتوحشة، ومنها على سبيل التحديد الحق في التسجيل بصندوق الضمان الإجتماعي، العدالة الأجربة، ووسائل نقل تحفظ وتصون الكرامة.
وللإشارة، عرفت هذه الندوة المميزة مشاركة العديد من الفعاليات المدنية والجمعوية والنسائية والحقوقية والإعلامية، إضافة لفعاليات سياسية ونقابية.
هذا، وتمخضت عن الندوة عدة توصيات هامة، انطلاقا من عروض ومداخلات السيدات والسادة المؤطرين، وسيتم تضمينها وتجميعها من طرف الجمعية لتكون نبراسا لهم فيما تبقى من محاور المشروع.
كما كانت الندوة مناسبة لتسليم الشواهد، والدبلومات على متخرجات مركز أمل لتكوين وتأهيل النساء.