adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/12/21 - 10:29 ص

جريمة القتل التي هزت الرأي العام المحلي والوطني، والتي راحت ضحيتها سيدة تم العثور على جثتها متفحمة بالكامل مرمية بدوار النواصرة بجانب مدخل الطريق السيار المؤدي إلى مدينة الدار البيضاء، بالضبط على مستوى جماعة الحوزية بإقليم الجديدة.

صباح  يوم الجمعة 15 دجنبر 2023، وحين كان شاب متوجها إلى عمله بإحدى المنتجعات السياحية بالحوزية، أثار انتباهه شيئ غير عادي متفحم، ما حرك فضوله، حيث إقترب ليتأكد، ليتفاجأ بجثة بشرية متفحمة، مما دفع به إلى إخبار الجيران الذين كانوا في طريقهم إلى مسجد الدوار من أجل أداء صلاة الفجر.

تجمهر المارة وقرروا اخبار السلطات المحلية بالدوار، والتي أبلغت بدورها رجال الدرك الملكي، حيث انتقل فريق من المركز القضائي والفصيلة القضائية للدرك الملكي بمدينة الجديدة، وتم تطويق مسرح الجريمة لفك لغز هذه القضية التي كانت تبدو معقدة، خاصة أن جثة الضحية تم العثور عليها في حالة متقدمة من التفحم، وتضررت بشكل كبير، ولم تكن تحمل أي علامات تشخيصية سوى أنها تعود لأنثى.

تشابك قضيتين

صادفت تحقيقات جريمة قتل وحرق جثة سيدة بدوار النواصرة، في نفس اليوم اكتشاف جثة أخرى في حي السلام بمدينة الجديدة، وبعدما استعملت المصلحة الجهوية القضائية للدرك الملكي بالجديدة عدة انتدابات بهدف توسيع دائرة البحث، تبين عدم وجود أي رابط بين الجريمتين، بعدما تم الوصول إلى مرتكب الجريمة الثانية بحي السلام، والذي كان قد فر على متن سيارة من نوع "كليو" اكترتها ضحيته الهالكة.

وكانت في بداية الأمر تحوم الشكوك حول ارتباط الجرميتين، بعدما حلت اخت ضحية حي السلام عند مركز الدرك الملكي بالجديدة، واخبرتهم أن اختها قد اختفت في ظروف غامضة، وهو ما تفاعلت معه عناصر الفصيلة القضائية بجدية، وكانوا يظنون في البداية ان الجثة المحروقة قد تعود لأخت السيدة التي تقدمت ببلاغ الاختفاء، وتم تشكيل فريق للانتقال إلى أحد الشقق حيث يقطن الشخص الذي صرحت اخت الضحية انه كان يعرفها، وبمجرد الوصول إلى الشقة، واخذ إذن السيد وكيل الملك للدخول، تم العثور على جثة أخرى لسيدة مذبوحة وكانت تعود لأخت السيدة التي أبلغت الدرك الملكي بإختفائها وكانت تظن انها هي الجثة المجهولة المتفحمة، لتكون بذلك جريمة دوار النواصرة قد قادت المحققين إلى جريمة حي السلام، إلا أنهما غير مرتبطتين مع بعضيهما.

كاميرات مراقبة مكنت من تعقب سيارة المتهم

حنكة المحققين لدى الفصيلة القضائية وتقنيي مصلحة التشخيص القضائي مكنت من التوصل إلى معلومات مهمة، باعتماد المعدات والوسائل المتطورة الموضوعة رهن إشارتها خصوصا بعد قدوم فريق متخصص تابع للفرقة الوطنية للدرك الملكي، قبل أن تنطلق التحريات والأبحاث الميدانية المدعومة بالخبرات التقنية لتحديد الجاني.

ونظرا لبشاعة الجريمة وخطورة الأسلوب الإجرامي المعتمد فيها، فقد جندت القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، كافة أطقمها وعبأت وسائلها التكنولوجية بغية فك لغزها، وسرعان ما أفصح البحث الميداني المنجز عن نوع وترقيم السيارة التي كانت تحمل الضحية، وكانت سيارة خفيفة من نوع "سيتروين" ذات لون أزرق، و ترقيم بيضاوي بالضبط من الحي الحسني، الخيط الرفيع الذي أوصل المحققين إلى الأماكن التي سلكتها السيارة منذ رمي الجثة قرب قنطرة دوار النواصرة بتراب جماعة الحوزية بإقليم الجديدة، إلى منزل المشتبه فيه.

وقد أسهمت يقظة المحققين والتعاون الفعّال مع سكان مدينة الجديدة والدواوير المجاورة والمحلات التجارية في توفير ما التقطته كاميرات المراقبة التي ساعدت في الكشف عن تفاصيل الواقعة، والطريق التي سلكها المتهم حتى عاد على متن سيارته إلى المنزل الذي كان يكتريه بدوار الغضبان بتراب جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، وكان قد زار في طريق عودته بعدما تخلص من الجثة، محل تجاري غير بعيد عن مسرح الجريمة لاقتناء حاجته، و حاول بذكائه تمويه الأدلة المرتبطة بالجريمة.