اتفق المغرب
وإسبانيا على تأجيل النظر في أي تغيير دبلوماسي على مستوى سفيري البلدين في الرباط
ومدريد، إلى حين خروج الحكومة الإسبانية الجديدة إلى حيز الوجود، والتي يتوقع أن
يقودها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، الذي يتمتع بعلاقات جيدة
بالملك محمد السادس والحكومة المغربية، وفق ما علمه "موقع الصحيفة" من
مصادر عليمة.
ووفق المعطيات
التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادر مقربة من الدبلوماسية الإسبانية،
فإن مسألة تغيير السفيرين، الإسباني بالرباط ريكاردو دييز هوشلايتنر، والمغربية
بمدريد كريمة بن يعيش، مطروح على البلدين في إطار حركية الديبلوماسيين، إذ عادة لا
يستمر السفير في منصبه أكثر من 4 سنوات، ما يعني أن الوضع بين إسبانيا والمغرب يظل
استثنائيا.
وأضافت
"الصحيفة"، حسب المصادر ذاتها، أن الاتفاق الحاصل بين دبلوماسية البلدين
هو تأجيل النظر في الأسماء المقترحة لتولي السفارة إلى حين خروج حكومة سانشيز
الجديدة إلى حيز الوجود، وذلك إثر انتخابات يوليوز الماضي العامة، السابقة
لأوانها، الأمر الذي احتاج لوقت بالنظر لحصول الحزب الاشتراكي العمالي على الرتبة
الثانية بعد الحزب الشعبي.
وذكرت
الصحيفة، أن سانشيز احتاج إلى حوالي 3 أشهر ونصف ليصبح قريبا من تشكيل الحكومة، إذ
كلف العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، في البداية، زعيم الحزب الشعبي ألبيرتو
نونيث فييخو، باعتباره متصدر الانتخابات، ثم بعد فشله في الحصول على ثقة البرلمان
جرى تكليف سانشيز، والذي احتاج للتفاوض مع أحزاب أخرى من بينها الأحزاب الكتالونية
الداعية للانفصال.
ووفق مصادر
"الصحيفة" فإن قضية تغيير الممثلين الدبلوماسيين مقتصرة على السفيرين
فقط، ولا تشمل القناصلة، إذ مؤخرا أعلن القنصل العام الإسباني في طنجة، ألفونسو
مانويل بورتاباليس، انتهاء مهامه خلال احتفالات اليوم الوطني لبلاده بمقر
القنصلية، وهو أحد المرشحين لتعويض هوشلايتنر، باعتباره كان سفيرا في البينين
ونيجيريا وغواتيمالا في السابق، كما عمل في السفارة المغربية بالرباط.
ويشغل
هوشلايتنر منصبه في المغرب منذ سنة 2005 ما يعني أنه مستمر فيه لأكثر من 8 سنوات،
وقبل ذلك كاتبا عاما للبلاط الملكي الإسباني ما بين 2002 و2011، أما بن يعيش
فعينها الملك محمد السادس سفيرة في مدريد شهر أبريل من سنة 2018، وكانت في السابق
مديرة للتعاون الثقافي والعلمي بوزارة الشؤون الخارجية، كما سبق أن كانت سفيرة في
البرتغال.
وعايش
السفيران مراحل المد والجزر الأخطر في التاريخ الحديث للعلاقات المغربية
الإسبانية، وخصوصا بعد الأزمة التي تلت سماح مدريد لزعيم جبهة
"البوليساريو" الانفصالية بالدخول إلى أراضيها سنة 2021، وكان الاثنان
حاضرين في المفاوضات التي أفضت إلى إعلان سانشيز دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي
المغربي في الصحراء سنة 2022.