adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/11/05 - 12:07 م

صدر، ضمن منشورات مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية-مدى، كتاب جديد للدكتور "مراد زوين"؛ أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة الحسن الثاني ومنسق ماستر فلسفة القانون بكلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية.

الكتاب الصادر حديثا، والمعنون بـ "التحديث وأزمة العقل السياسي العربي.. قراءات في الفكر السياسي المعاصر"، ينكب على "تفكيك الاتجاهات الكبرى التي تقاطعت فيها مسارات الخطاب النهضوي، وعلى جملة من الإشكاليات التي تفاعلت داخله، منذ أواسط القرن التاسع عشر، وإلى حدود اليوم، انطلاقا من ثلاث مقتربات Paradigms..." (كما نطالع في تصدير الكتاب الذي أعده الدكتور المختار بنعبدلاوي، مدير نشر مجلة رهانات ومنشورات مدى).

تتلخص المقتربات الثلاث التي انطلق منها الكتاب في تفكيك الاتجاهات الكبرى، في "مقترب أكاديمي"؛ انصب على تحليل القضايا الكبرى التي فرضت نفسها على العقل العربي، منذ لحظة الاصطدام بالتدخل الاستعماري الغربي، وإلى حدود ارتسام مخرجات "الربيع العربي". المقترب الثاني الذي وجه الكتاب هو الحس البيداغوجي، حيث حرص المؤلف على تقديم القضايا الأساسية المطروحة، والاتجاهات الناظمة، ضمن تسلسل منطقي أبرز فيه الإشكاليات والقضايا، بصورة مركزة، والحق بخيوط النقاشات التي أثارتها، وكشف عن خلفياتها وامتداداتها، وخلص إلى بناء منظور عام لهذه الحقبة. ثم المقترب الثالث وهو مقترب نقدي تقييمي لحصيلة الفكر النهضوي، وهو ما تم بطريقة متوازية؛ إما عبر استعراض وتحليل عدد من القراءات النقدية؛ مثل حالتي علي أومليل وعزيز العظمة أو عبر إشارات متفرقة على امتداد الكتاب.

يتوزع الكتاب إلى ثلاث فصول كبرى، حاول الكاتب في الفصل الأول المعنون بـ "الدين والسياسة ومرجعية الخطاب"، التطرق إلى "سلطة المرجعية في الخطاب العربي المعاصر"، "مقاصد الشريعة بين التقليد والتجديد"، "مشروع الحركات الإسلامية بين الدعوة والسياسة" ثم "الدولة الإسلامية ووهم الخلافة".

وفي الفصل الثاني المعنون بـ "الإصلاح والثورة الثقافية"، تطرق الباحث "مراد زوين" إلى "الإصلاح بين الغرب والشرق"، "العرب وسؤال الثقافة"، "السلطة الثقافية والسيادة السياسية عند العرب" ثم "التعليم بين الإصلاح والثورة الثقافية".

وأخيرا، يتطرق الفصل الثالث الموسوم بـ "العرب والتحديث" إلى مسألة "التحديث ونشأة الحركة القومية"، "جدلية الثقافي والسياسي في عملية التحديث في البلدان المغاربية"، "الفكرة المغاربية لدى زعماء الحركة الوطنية"، "العرب والعلمانية كآلية للتحديث" ثم "الكاتب والناصح السياسي في الحضارتين الإسلامية والمسيحية".

يذكر أن المؤلف، صدرت له سابقا عدة مؤلفات من بينها "الإسلام والحداثة: مقاربات في الدين والسياسة".، بالإضافة إلى العديد من الدراسات والمقالات المنشورة بمجلات عربية، وله محاضرات مرتبطة بإشكاليات الفكر السياسي العربي المعاصر.

مقتطف من تقديم الكتاب للدكتور المختار بنعبدلاوي:

"لعل هذه المقاربة متعددة الأبعاد، هي التي مكنت الباحث من الربط بصورة محكمة بين تمايز المسارات الناظمة من جهة، وتكاملها من جهة ثانية، وجعله يستمد عناصر قوته من القراءة الإجمالية، مع التركيز على القضايا الأساسية، من زوايا متجددة ومختلفة، تجاوزت التعبيرات المجردة والقضايا النظرية إلى قياس أثرها على الدينامية الاجتماعية والسياسية والثقافية اللاحقة. ما يجعل منه إضافة قيمة للمكتبة العربية، تقترح أفقا مختلفا للقراءة، وتسلط الضوء على أبعاد جديدة لهذا الفكر".