بقلم حورية
اقريمع
على غير
العادة فقد صادف صدى شكواه المتكررة شيئا
بداخلها ...شيئا يشبه الايثار...يشبه الاحسان...ما يطلق عليه في عرف الزوجية بذلا
ووفاء ...حكاية جديدة فريدة تنضاف إلى الرصيد في العطاء والتضحية...
اتخذت من
المتجر حائط مبكاها وهي تحمل بين يديها سوارها اليتيم تقبله وتضمه إلى صدرها كثكلى
تودع فلذة كبدها...تزفها للتراب...وتتذكر تفاصيل امتلاكه التي لا تقل وجعا عن
تفاصيل مكوثها أمام واجهة محل المجوهرات
مصلوبة مسلوبة بين دمعة ودمعة تمني
نفسها بحلم مخملي ....أغمضت عينيها على تلك الدمعة العنيدة ومضت شفتاها بابتسامة
حزينة كتلك التي ترسم في الغالب على وجوه من ألفوا خيبة الأمل...لكنها رغم ذلك
تتعلق بالمستحيل أو هكذا أحسبها...عل يوما ينجب بصيص أمنية موؤودة على الشفاه...
لكن لا بأس أن
نعيش الأحلام حتى وإن كانت صعبة المنال!!! ما الضير في ذلك !! لحظة حلم...لحظة
مستقطعة من الألم نكبح بها براثن الموت البطيء....
انتبهت لتجده
أمامها وعلى شفتيه ابتسامة عريضة زائفة وعيناه تبرقان بومضة انتصار اعتادت رؤيتها
عندما امتدت يد الصائغ تسلمه ثمن السوار
...امتدت عيناها ترقب في لوعة مراسيم تأبين سوارها وأرجوحة الحزن تقذف بها
من كل جانب ...أقيمت سرادقات العزاء في أحشائها ...أخذت نفسا عميقا ممنية نفسها
بكلمات تكفكف لهيب الفقد...لكنه لم ينبس ببنت شفة...تابعت في لهفة تحرك شفتيه
استعدادا لاستقبال كلمات الشكر والعرفان...بضعة حروف منمقة !! نتنظر...ونتنظر...
إحساس ولو مفتعل يمطرها به...وبينما لا زالت تنتظر نثر حولها أريج باقاته المعهودة
فانتشت حد الثمالة"
لعلك تخالين
أنني سأعوضك عنه سوارا آخر...قد وهمت...لحد الساع أنا لم أطلب منك أن تفرطي به
لكنها كانت فكرتك وحدك.....!!!