adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/11/13 - 1:50 م

بقلم عبد الحي الرايس

والفيصلُ بينهما حقوق الإنسان، يتصدرها حقه في الحرية والكرامة والعيش في أمان، فإذا انتفى ذلك وحل محله التسلط والطغيان، أوْجبَ مُقاومة العُدوان.

كانت الفتوحات الإسلامية منطلق تعايش وتصاهر، وتمازج وتآخذ، أنتجت علماً وأغنت حضارة وصارت مصدر إلهام وإشعاع.

وجاءت حملاتُ الاستعمار ناهبة للثروات مُصادِرة للحُريات، فاستدعت المناهضة والاستشهاد إلى أن كان التحرر والانعتاق في العديد من الأمصار.

وعرفت الإنسانية حروباً عالمية أبادت ودمرت، فاستدعت تحالفات إلى أن كانت الغلبة والانطلاق في إعادة البناء والإعمار.

وعند منتصف القرن العشرين حَنَّ الجميعُ إلى السلم والعيش في أمان، فأحدثوا مجلساً وهيآت وسَنُّوا حقوق الإنسان

ولكن الاعتدادَ بالقوة والنزوع إلى الغلبة أمْليَا على البعض الإمعانَ في النهب وتلوينَ أساليب الاستعمار.

وأبتْ فئة من اليهود اختارت الانضواءَ تحت لواء الصهيونية إلا أن تُقيم كيانها على إجلاء شعب آمِن عن وطنه، وإخلائه من دياره، لتُكرِّس العُدوان والاستيطان، وتُمْعِنَ في اغتيال رموز المقاومة، وتقتيل النساء والأطفال، فإذا هبَّ للمقاومة اعتُبر مُعتدياً، وتمَّ استعداءُ أطياف الاستعمار في تحالفٍ جائر لِشَنِّ حرب إبادةٍ وتهجير عما تبقى من ديار فلسطين.

انتفضت شعوب الأرومة وتظاهرت، وهبتْ لِغَزَّةَ مُسانِدة، وبإقامة الدولة الفلسطينية مُطالبة، وخَفَتَ صَوْتُ الحاكمين، واكتفى بعضُهم بالتنديد بعُدوان الغاصبين.

وبارقة الأمل تلوح في صحوة ضمائر شعوبٍ كانت إلى عهد قريب لحكوماتها مُسايرة، وعن إجهاض حقوق الإنسان في بعض الديار غافلة.

فمتى يعمُّ الوعي؟ وتتحررُ الإرادات لنُصرة المقاومة وحقوق الإنسان، وكَفِّ وإدانةِ العدوان؟.