adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/10/29 - 12:04 م

المتتبع للشأن المحلي لمدينة فاس سيلاحظ بما لا يدع مجالا للشك ركودا في التنمية المحلية، وتدهورا خطيرا لمدينة تستحق أن تكون في صدارة المدن المغربية.

بنيات تحتية مهترئة، وتصميم التهيئة عشوائي، لا يحترم المعايير الهندسية والجمالية، غياب المرافق الضرورية، ووو...الخ الخ

لقد مر على تدبير الشأن في هذه المدينة، أغلب ألوان الطيف السياسي الذي يتواجد في الساحة، والتي لا يسمع لها عويل؛ إلا عند كل استحقاقات انتخابية، تغرق السوق بالشعارات الرنانة، والوعود العسلية؛ وما إن ينفظ الجمع حتى تعود إلى أوكارها غانمة، تضع الكيت مان (kit man) على أذنيها حتى لا تستمع إلى لغط الشارع، الذي حمّلها الأمانة ومسؤولية التسيير، والتفكير ووضع مخططات للتنمية، ترفع من المستوى المعيشي للسكان، وتوفر لهم الخدمات الأساسية في أحسن حلة وأرقى تدبير.

لقد عرفت المدينة نوعا من الإقلاع على يد عمدتها المثير للجدل حميد شباط، وأثبت بالملموس أنه قادر على الاجتهاد والإبداع، حيث عرفت ولايته مجموعة من المشاريع الضخمة، نذكر منها تمديد شارع الحسن الثاني، وإحداث شارع محمد السادس بحلة أنيقة، وإنشا شارعين بمواصفات عصرية بكل من المرجة وبنسودة، ومحاولة ربط بنسودة بالطريق السيار، ومحاولة تشييد أكبر مكتبة لمدينة يقال عنها عاصمة علمية، لم يتبق للعلم فيها غير العنوان......

مجلسان جاءا بعد شباط، مجلس حزب العدالة والتنمية، الذي ترأس مجلس المدينة بأغلبية ساحقة، بعدما رش الرماد في عيون الفاسيين، وأوهمهم بأنه المنقد الساحر، الذي سيحول حياتهم إلى نعيم، وما إن وضع قدميه في المجلس حتى غير ارقام هواتفه القديمة، وأعطى بظهره لسكان فاس، وخرج منها بعد ست سنوات خرابة كما هي، لم يغير فيها شيء يذكر، التغيير الوحيد الذي أنجزه هو تنمية أرصدة أعضائه والموالين له، وقد عبر على هذا التوجه كبيرهم الذي علمهم السحر بالقول "واش بغيتونا نخدمو بيليكي.."

واليوم، يتخبط المجلس الحالي في مجموعة من المشاكل، وقضايا الفساد التي تورط فيها عدد من اعضاء المجلس، وعلى رأسهم الرئيس، والذي يتابع فيها بعضهم في حالة اعتقال، ولا أثر لبوادر أو مؤشرات تدل على رغبة المجلس في النهوض بأوضاع المدينة، ترقيع وإهمال وكثرة الاجتماعات واللقاءات بدون فائدة.

يحتاج المجالس إلى رجال ونساء مخلصين، لديهم الرغبة في التغيير، لأن الإيمان بالتنمية ينمي التفكير ويساهم في الابداع، ولأن تدبير الشأن المحلي يحتاج إلى الإبداع في طرق وأدوات ورفع الموارد المالية للجماعة وتنويعها، لتلبية احتاجات المدينة وساكنتها.

أما تدبير الموارد الثابتة والعمل الروتيني فلا يحتاج إلى مجالس، فهناك جنود من الموظفين قادرين على القيام بهذه المهام على أحسن وجه، ودون تبذير لميزانيات ضخمة في انتخابات لا تنفع البلاد والعباد.

هناك تغيير تعرفه مداخل مدينة فاس، يرجع الفضل فيه إلى المشروع الملكي الذي استهدف رد الاعتبار لهذه المداخل، بعدما كانت جد مزرية مثل كل الطرقات والمسالك داخل المدينة، والتي تتحمل مسؤوليتها كل المجالس المتعاقبة على تسيير فاس العالمة.