بقلم:سري القدوة سفير الاعلام العربي في فلسطين/رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم السادس على التوالي ارتكاب المجازر في قطاع غزة وتعرضت عدة أحياء في قطاع غزة لتدمير كبير بعد قصفها بشكل عشوائي ما أدى لاستشهاد المئات من المواطنين غالبيتهم من الأطفال والنساء الآمنين في منازلهم .
قوات الاحتلال تستخدم قنابل فسفورية وقنابل ذات تفجير عالي المحرمة دوليا في جريمة حرب جديدة تضاف الى السجل الاجرامي الاسرائيلي في استهداف الأحياء ما أدى لدمار كبير في منازل المواطنين والبنية التحتية وقصفت طائرات حربية حي الكرامة، كما قصفت حي القيزان بخانيونس، وحي تل الهوى، وحي الدرج، وأحياء أخرى، بمئات الأطنان من المتفجرات.
وأدت عمليات القصف المباشر لمنازل المواطنين الي نزح أكثر من 263,934 مواطنا من منازلهم، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل جوا وبرا وبحرا على القطاع وأن عمليات القصف دمرت أكثر من 752 مبنى سكنيًا بواقع 2835 وحدة هدمت بشكل كلي، و32000 وحدة تضررت أضرارًا بليغة، منها 1791 وحدة غير صالحة للسكن .
جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة، التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية مستخدمة الأسلحة المحرمة دولياً بما فيها الفسفورية والعنقودية وغيرها وإن هذه الجرائم تطال كل شيء في قطاع غزة وأدت حتى الان إلى استشهاد اكثر من 2003 مواطنا وأكثر من 6000 آلاف جريح، وهي في تزايد متسارع، ونزوح مئات آلاف المواطنين من منازلهم، وأرقام مهولة من المنازل والأبنية والمؤسسات والمنشآت التي سويت بالأرض وهدمت إما جزئيا أو كليا وقد تعرض تحديدا حي الرمال الواقع في قلب غزة الي تدمير كامل .
جرائم القتل والتدمير والتهجير تعني أن دولة الاحتلال ترتكب جريمة الإبادة الجماعية بحق المواطنين الفلسطينيين و في ظل حملة تجويع مسعورة وقطع الإمدادات والاحتياجات الأساسية (الكهرباء، والمياه، والأدوية، والوقود وغيرها)، عن المواطنين المدنيين العزل في أبشع أشكال العقوبات الجماعية .
كل جرائم القتل والاعتداءات التي ترتكبها قوات الاحتلال ومليشيات المستعمرين المسلحة ضد المواطنين وأرضهم ومنازلهم ومقدساتهم وممتلكاتهم ومركباتهم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية تشكل جرائم حرب لا يمكن السكوت عليها ويجب التحرك الفوري لوقف مخطط الابادة الجماعية .
دولة الاحتلال تستغل وقوف بعض الدول معها بحجة الدفاع عن النفس لارتكاب أبشع أشكال الجرائم وتنفيذ مخططات معدة مسبقا لتصفية القضية الفلسطينية واستبدال ثقافة السلام ومنطقه بثقافة الحروب وعنجهية القوة، وهي تستغل هذه الحرب لتعميق إنكارها لوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، بغطاء من أطراف دولية لم تحرك ساكناً حتى الآن تجاه ما توثقه عدسات الكاميرات والشاشات ووسائل الإعلام من جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وباتت بعض الاطراف الدولية تغرق في ازدواجية معايير بائسة وتكيل بمكيالين في تعاملها مع الصراعات والأزمات الدولية وتحديدا الموقف الامريكي بما يجحف بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، وما تبقى من مصداقية للأمم المتحدة .
وما من شك فان التصعيد المتواصل في القصف والتدمير والقتل استخفاف إسرائيلي بمواقف بعض الدول التي توجه مطالباتها إلى دولة الاحتلال بضرورة الالتزام بالقانون الدولي ويجب الاستمرار في مطالبة المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذا العدوان الإسرائيلي المجنون فوراً، وتأمين دخول الاحتياجات الأساسية إلى أهلنا في قطاع غزة بشكل عاجل، وتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال .