adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/10/16 - 11:07 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

صدق من قال: "أنه كثيرا ما تكون أوقات الأزمات فرصا سانحة للتفكير في تفاصيل أمور قد أغفلت في حينها" ،كما هو حال التفاصيل الصغيرة التي حصلت خلال الزلزال الذي ضرب المغرب هذه السنة ،والتي ربما لم يُنتبه إليها أو لم يهتم بها البتة ،والتي كان من بينها على سبيل المثال ، مشهد تمسك غالبية الفارين من مخاطر الزلزال ، بهواتفهم النقالة ، أثناء خروجهم  من بيوتاتهم للمبيت في  العراء بالأزقة والشوارع والساحات العمومية ، مُـدثرين بسماء رب العالمين، الصورة/الطرف المحزنة التي أعادت إلى ذهني ما عاشه المغاربة عامة وساكنة مدينة فاس ، في بداية السبعينيات من ( ق.م)  ،مع الهزة الأرضية التي أخرجت هي الأخرى ، الناس في منتصف الليلة الثانية لعيد الأضحى ، خائفين مرتجفين في هروب جماعي، من البيوت والشقق والمقاهي حاملين هذه المرة ليس الهواتف -التي لم تكن شائعة حينها - لكن ذبائح العيد التي أمضوا صحبتها الليلة خارج البيوت ليس خوفا من الموت المؤجل الذي يلاحقهم في أية لحظة ، وإنما خوفا من سرقتها ، الذكرى التي ظلت راسخة وستبقى شاهدة على عقلية "الأحياء الشعبية" المؤثرة في سيكولوجية الإنسان الشعبي ،الضعيف القوة المنخور الحيلة .