عبد الحي
الرايس
تفاعلا من
الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية مع وضعية التهميش الذي تعرفه اللغة الوطنية
في المدرسة العمومية باعتماد اللغة الأجنبية أداة لتدريس العلوم ـ إلى حد فرض خيار
اللغة الفرنسية في بعض المؤسسات ضداً على إرادة التلاميذ وأولياء أمورهم ـ ينضاف
إلى ذلك مُستجدُّ التغييب في بعض مسالك النظام الجامعي الجديد.
تأبى الجمعية
إلا أن تؤكد أولوية اللغة الوطنية في تدريس العلوم، وفي مرافقة الطالب في مختلف
مسالك التعليم الجامعي، تقوم شاهداً على ذلك تقارير اليونسكو، وتجارب الدول
الناهضة التي اعتمدت لغتها الوطنية أوَّلاً، فحققت الطفرة في التعليم، وارتقت
مراتب متقدمة على سلم التنمية.
ونأبى في
الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية إلا أن نذكر بأن عزة الأوطان في عز لغاتها،
انسجاماً مع منطوق دستور البلاد، وتيسيراً على المتعلمين استكناه أوليات العلوم،
حتى إذا امتلكوا ناصيتها التمسوا لغة العصر لتعميق ومواصلة البحث فيها.
لأجل ذلك نندد
بكل حَيْدٍ عن هذا الاختيار، ونعتبر الإمعان في تهميش اللغة الوطنية بالمدرسة
العمومية أو التعليم الجامعي هدراً للزمن، ونسفاً لتجارب الإصلاح المتعثرة التي
تتنكب السبيل الأقوم، والاختيار الأمثل.
وهذا بيان
نعلن فيه بكل موضوعية وروح وطنية أن أي إصلاح للتعليم لن تقوم له قائمة إلا
باعتماد اللغة الوطنية أولى وغيرها ثانية، وبإنصاف الممارسين، والارتقاء بالمدرسة
العمومية، فذلكم هو السبيل الأنجع لصيانة الهُوية المغربية، وإرساء دعائم النهضة
العلمية، وتوفير أسباب استدامة التنمية.
المكتب الوطني
للجمعية
المغربية لخدمة اللغة العربية
طنجة في 05 أكتوبر 2023