adsense

2023/09/08 - 3:32 م

قال الله تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) ” سورة البقرة

كيف يمكن للإنسان ألا يكون شاكرًا لربه عطاءه في أم استقت قلبها من فردوس الجنة وكأن الملائكة قد عكفت تغسله من الكوثر حينًا من الدهر، الأم تلك اللفظة التي لا تخرج من بين الشفتين إلا وقد ضُمّت الأولى على الثانية في مشهد يرسم حال الأم حينما تضم وليدها، وكأن دقات الساعة تتوقف عند ذلك لتكون الأم وحدها هي كل شيء، كيف للإنسان أن يأوي إلى فراشه البارد كل يوم دون أن يستقي من نبع الحنان قبلة تدفئ فراشه وتزهر فيه مشاعرًا لا يمكن لأي إنسان تجاهلها.

العطاء قد يأخذ أشكالًا عديدة؛ فهناك العطاء بالمال حيث تكون الدنيا بين يدي الإنسان فيحسب نفسه سليمان عصره، وهناك العطاء بالأولاد، حيث يمتن الله على عبده بالأبناء من البنات والبنين، وهناك العطاء بالصحة وكثيرة هي العطايا، لكن عطاء الأم الحنون لا يشبه أي عطاء آخر، فلو حُرم الإنسان من حنان أمه لنشأ يتيمًا وعاش يتيمًا ومات بين جنبي اليتم ولو كان له من الأبناء ألفًا، إن يتم المشاعر لا يمكن أن يمحوه تعاقب الأيام والسنين وفقد الأم لا يمكن أن يعوضه حنان.

هده السيدة الطيبة كانت تحب الخير للجميع وكل ما تملك كان ليس ملكها تساعد به كل من يقصد وكالاتها لتعليم السياقة و الحصول على رخصة قيادة الشاحنات او الحافلات قصد العمل وفتح بيت يأوي أسرته وعائلته كانت الضحكة لا تفارق وجهها بفعل الخير احيانا لا تتقاضا اجرها بالكامل كصاحبة مدرسة لتعليم السياقة من الفئة المعوزة يدفعون فقط ثمن رسومات الضرائب للدولة، رحمها الله واسكنها فسيح جنانه وهبت بيتا كان لها للمحتاجين وبعدين عن دواويرهم وقراهم وفرت لهم أكل وشرب والمبيت حتى شاعت سيرتها بين القرى والبوادي واشتهرت باسم زوجها رحمه الله الذي وافته المنية سنة 1989 #التويجري وهي ام 10 اطفال 2 منهم رجال و 8 نساء اتنان بنات وافتهم المنينة رحمهم الله . سارت قبلة يتردد عليها الشباب الراغبين بالعمل برخصة السياقة ومنهم في حاجة إلى مساعدة وكانت لها ايام الاعياد كثيرة في السنة ألا وهي يوم توزيع النتائج الفوز على الحاصلين على الرخصة ، بالفرحة وزغاريد تستقبلهم كانهم ابناءها هم الفائزون ،توزع ما بحوزتها بسخاء و الفرحة تملء وجهها بفعل الخير، ومن ابناءها من سلك طريق الخير الذين ورتوها من امهم الحاجة #التاقي_يزة من مواليد مولاي عبدالله عمالة الجديدة وكانوا ينادونها ب #حبيتي كما كان يحلو لهم مناداتها رحمها الله.

في مساعدة الآخرين من أعظم أبواب الخير ولها مكانة عالية جداً في الإسلام الذي جاءت عقائده وشرائعه لإصلاح العلاقة بين العبد وربه، وبين العباد أنفسهم، ولهذا حث الإسلام على إيصال النفع للآخرين بقدر المستطاع

ـ حتى ولو كانت هذه المساعدة لحيوان فلها أجر عظيم

ـ كما سيأتي، ولأن هذه المساعدة نوع من العبادة التي يرجو بها المسلم الثواب من ربه، فإن من شروط قبولها وحصول المسلم على الأجر أن تكون هذه المساعدة خالصة لله تعالى يرجو بها المسلم رضاء ربه، وأن يرزقه الثواب المترتب على هذه المساعدة، ويمكن أن ينوي المسلم بهذه المساعدة أكثر من نية مما لا تتعارض مع الإخلاص المطلوب، فيمكن أن ينوي إدخال السرور على المسلم وهذه نية مطلوبة وممدوحة ويثاب المسلم عليها.

- كما سيأتي في الأدلة

- ويمكن أن ينوي شكر الله على نعمه عليه وأنه أغناه عن غيره فهو يخرج صدقة هذه النعمة ببذل المعونة لغيره من المحتاجين والنوايا في هذا كثيرة، أما بذل المساعدة من أجل المصالح الشخصية، فإن كنت تعني بالمصالح الشخصية أن يريد الإنسان الثناء من الناس ونحو ذلك، فإن ذلك يتنافى مع الإخلاص، وبالتالي، فثواب المسلم منها هو ما يتحقق له من مصلحة في الدنيا، أما في الآخرة فلا أجر له فيها، لأنه قد حصل في الدنيا على ما عمل لأجله، وأدلة ما ذكرناه من ضرورة الإخلاص عند بذل المساعدة أو غيرها من أفعال الخير كثيرة

في الاخير شكرا لك على فعل الخير ايتها السيدة الفاضلة ونطلب من علي القدير ان يكون في ميزان حسناتك.

وأقول اليكم يا أصحاب الأموال والجاه اين انثم من أعمال الخير في سبيل لله و الإنسانية.

يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾