بقلم عبد الحي
الرايس
لنتصور جسماً
تنمو فيه أعضاءٌ وتَضْمُرُ أخرى، سَتعُمُّهُ الفوضى وتُفاجئُه البلوى
شعار العدالة
المجالية يرتج ويتوارى أمام هول وفداحة الفاجعة، فاجعة الحوز الذي أتى عليه زلزال
8 شتنبر 2023 في لحظات، فطمر المتهاوي من البنيان، وأودى بحياة المئات، رَمَّل،
ويَتَّم، وأبقى على الألوف في العراء، يفتقدون المأوى، ويتلهفون على غطاءٍ وجُرعة
ماء
اهتزت القلوب
إشفاقا، وصدحت الحناجر دعاءً، وتحركت الحشود إغاثة وإمداداً، واكتظت السبل بوسائل
النقل تحمل الْمُؤَن، وتتنافس في إيصال المدد، مُترجمة الحديث النبوي الشريف «مثل
المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالسهر والحمى"
أعلن ملك
البلاد الحداد، وأصدر تعليماته بالإغاثة والإنجاد، وانبرتْ دول للتعبئة والانخراط،
وأسهمت القنوات في التغطية والإعلام، وتم فتح حساب خاص لتدبير آثار الكارثة،
وإعادة الإعمار.
ويُرجَى بعد
انقضاء أيام الحداد أن تُسلط الأضواء كاشفة على منطقة في البلاد كانت قراها في
أعالي الجبال متناثرة منسية معزولة، ليُعاد تجهيزها وبناؤها بكل ما يليق بالكرامة،
ويقتضيه العزل والتحسب للكوارث المفاجئة.
الهام أيضاً
أن يتوزع الاهتمام في توازن وعدالة بين مختلف جهات وأقاليم البلاد، وأن يُعاين
الجميع معالم سياسة وطنية بانية هادفة.
والأهم أن
تُفَعَّل عدالة اجتماعية على نحو أقوم وأمثل حتى تُكافئ الفرصَ بين الجميع، وتقيَ
المواطن شر الفاقة والحاجة، ومؤونة السؤال.
وإذا استشعر
المواطن صدق التوجه، فانخراطه يدوم ويتجدد.
وتلكم ضمانة
كبرى لاستقرار البلاد، وعون على تحقيق التنمية كما ينشدها الجميع مُتوازنةً
مُستدامة.