عبدالإله
الوزاني التهامي
لا يجهل أي
متتبع بل وأي مواطن ليس فقط على الصعيد الإقليمي، بل أيضا على الصعيد الوطني،
التاريخ الحافل بالحركية الرياضية وبالدوريات الكروية الرائعة، التي أمتعت ساكنة
قاع أسراس وغمارة والإقليم والزوار، منذ عشرات السنين.
وكل ذلك لم
يكن يتحقق لولا وجود مجتمع محلي غيور وقوي ومتضامن، بحيث أن تضحيات أهالي هذه
البلدة الساحلية المباركة سطر بشرف في السجل التاريخي الغماري بماء من ذهب ممزوج
بعرق ودم.
ورغم كل هذا
فإن المسؤولين المتعاقبين على "حكم" الجماعة، لم يغيروا أسلوب تفكيرهم ولا
طريقة تقييمهم، لهذا المكسب الكبير، المتجلي في اليقظة والدينامية الرياضية
-المجتمعية-، التي لها فضل كبير في
التعريف بالبلدة والترويج لها بأصدق وأسرع السبل.
كيف لهؤلاء المسؤولين أن يتجاهلوا المجهودات
الجبارة لأجيال قاع أسراس بعدم تلبية أقل متطلبات الشباب، ومنها إنشاء ملاعب القرب
ومرافق رياضية وترفيهية وثقافية، كيف يمكن تفسير إهمال وتجاهل مجهودات شباب وفتيان
وكهول قاع أسراس المستمرة منذ عقود، بل وبأي عين يستطيع المسؤول المحلي والإقليمي
رؤية أبناء المنطقة وهم يتمرغون في الأتربة والوحل في كل مباراة وفي كل الدوريات،
وكأنه لا شيء يحدث، أو وكأن شؤون الشباب والساكنة ليس لها معنى ولا أهمية، في حين
تهدر الأموال الطائلة في "اتجاهات" أخرى مهما تكن أهميتها فإنها لا
ترقى لأهمية قطاع الشباب والطفولة، أو
لنقل كان الأولى على الأقل إيلاء الاهتمام المستحق لهذا القطاع ولو "دورة"
في العام، والاهتمام بغيره من القطاعات في كل الدورات المتبقية من العام، بمعنى
يجب التفرغ للقطاع الرياضي والشبابي بنسبة ولو عشرة في المائة مقارنة بغيره.
مع الأسف، كان
الرأي العام يتوقع حدوث تغيير نحو الأحسن في العقلية التدبيرية بخصوص الشأن
الرياضي والشبابي، إلا أن العكس هو الذي ساد ويسود، بحيث لم يلمس السكان ولو
مبادرة إيجابية واحدة في هذا الاتجاه، فيما لم تعرف كذلك أحوال الساكنة بشكل عام،
أي جديد تنموي يقلص معضلة البطالة ويدر
مداخيل جديدة على البلدة وينعش الاقتصاد ويفتح للأجيال الصاعدة آفاقا جديدة.