adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/09/11 - 2:17 م

أوردت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن المغرب لم يقدم طلبا للحصول على مساعدة دولية في أعقاب الزلزال الذي ضرب مناطقه وأسفر عن وفاة أكثر من ألفي شخص وتدمير شامل. وبدلا من ذلك، قبل المغرب مساعدات محدودة من إسبانيا وقطر فقط.

لفهم الأسباب وراء هذا القرار، أجرت مجلة “لوفيغارو”حوارا مع الخبيرة سيلفي برونيل، أستاذة للجغرافيا في جامعة السوربون في باريس ومختصة في القضايا الإفريقية والتنمية والمجاعة. حيث أشارت برونيل إلى أن المغرب يرغب في التصدي لتداعيات الزلزال باستخدام إمكانياته الذاتية، ويعتبر ذلك تحديا وفرصة لإظهار استقلاليته وكفاءته في التعامل مع الكوارث الطبيعية.

وترى الرباط أنها قادرة على التحكم في الأوضاع بدون الحاجة لمساعدة خارجية، ولذلك قررت قبول مساعدات محدودة من دول صديقة، بما في ذلك قطر، التي قدمت سابقا مساعدات للمغرب.

برغم التحديات، فإن هذا القرار يظهر التزام المغرب بالتحكم في الأمور داخليا وتفادي الاعتماد الكامل على المساعدات الخارجية. وبالرغم من الانتقادات التي يمكن أن يواجهها المغرب بسبب هذا القرار، فإن البعض يرون أن التدخل الدولي قد يكون بطيئا وقد يأتي متأخرا بما يكفي لإنقاذ العديد من الضحايا.

وهناك جانب آخر يدفع المغرب نحو عدم قبول تدفق المساعدات الدولية، وفقا للخبيرة الفرنسية التي أُجري معها حوارا مع مجلة “لوفيغارو”، يتعلق هذا الجانب بالجوانب اللوجيستية والتنظيمية.

يشير الخبراء إلى أن قبول التدفق الكبير للمساعدات الدولية يمكن أن يؤدي إلى فوضى واضطرابات صعبة السيطرة عليها. هذا ما يسعى المغرب لتجنبه، حيث يرغب في تجنب الفوضى والاكتظاظ الذي قد يحدث عند تدفق المساعدات الدولية، مما قد يؤثر سلبا على الجهود الإنقاذية.

وتشير الخبيرة إلى عامل آخر ذو أهمية سياسية، حيث تشير إلى أن بعض الدول تستغل الأزمات الإنسانية في دول أخرى لأغراض سياسية. كمثال، في عام 2004، استغلت الولايات المتحدة الكارثة التي حدثت في إندونيسيا بسبب تسونامي لتقديم نفسها كدولة مساعدة لبلد إسلامي، وذلك في وقت كانت الصورة الأمريكية متأزمة بين المسلمين في الشرق الأوسط وشرق آسيا.