وجه رئيس حركة
تقرير المصير في منطقة القبائل، فرحات مهني، باعتباره "رئيس حكومة القبائل
المؤقتة في المنفى"، مراسلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو
غوتيريش، تزامنا مع لقائه لأول مرة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على هامش
أشغال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، مستغربا استقبال الشخص الذي
يتورط في "الإبادة الجماعية لشعب القبائل".
وجاء في
الرسالة التي بعثها مهني من منفاه في فرنسا، أن "منطقة القبائل التي تحتلها
الجزائر، غاضبة من حضور تبون، دمية الجلادين العسكريين الجزائريين، لأول مرة في
الجمعية العامة للأمم المتحدة"، مبرزا أن الأمر يتعلق بشخص "بدون ثقافة
ولا ضمير ولا مكانة، يبحث عن الاحترام الذي يحاول الجنرالات الفاشيون منحه إياه من
خلال العنصرية والإرهاب الممارسين على منطقة القبائل".
وأوضحت
الرسالة أنه منذ وصول تبون إلى الرئاسة بشكل غير شرعي، أصبح للجيش الجزائري الحرية
في وضع منطقة القبائل تحت الأحكام العرفية، وتعطيل الحريات وحقوق الإنسان وخنق
المجتمع القبائلي عبر إرهاب العسكر والشرطة، مضيفة "خلال أربع سنوات من حكمه
يمكنه أن ينسب لنفسه إنجازا وحيدا، وهو السماح بتأسيس إرهاب الدولة".
وأشارت مراسلة
زعيم "الماك" إلى الأمر الرئاسي الذي أصدره تبون بتاريخ 6 أكتوبر 2021،
الذي يقضي بتجريم التظاهر السلمي تحت مسمى "الإرهاب" معتبرا أنه يتحدى
تعريف الأمم المتحدة لمفهوم "الإرهاب" وأدى إلى تصنيف حركة سلمية تطالب
بتقرير المصير لصالح شعب القبائل، كمنظمة إرهابية والحكم على قادتها بالإعدام
غيابيا.
وأوردت
الرسالة إلى اعتقال أكثر من 5000 آلاف شخص تعسفيا خلال العامين الماضيين، وتعرض
أكثر من 2000 إلى التعذيب على يد السلطات الجزائرية، كما أن حوالي 100 ألف قبائلي
ممنوعون من مغادرة البلاد، ما دفع عشرات الآلاف من الشباب إلى الهروب عبر القوارب
صوب أوروبا، بالإضافة إلى وجود أكثر من 500 شخص في السجون بتهم سياسية منهم 49
محكوم عليهم بالإعدام، موردا أن أغلبية سجناء الرأي في الجزائر حاليا من نشطاء
حركة تقرير المصير في القبائل.
وتحدثت
الرسالة عن "سياسة الأرض المحروقة" التي تنهجها السلطات الجزائرية،
موردا أن الجيش أشغل أكثر من 200 حريق في وقت واحد بمنطقة القبائل، بتاريخ 8 شتنبر
2021، باستخدام الفوسفور والقنابل الحارقة التي أسقطتها الطائرات المسيرة
والمروحيات، ما أدى إلى أكثر من 500 حالة وفاة وتدمير 80 في المائة من قرى منطقة
القبائل وثروتها الحيوانية والنباتية، مضيفا أن الجزائر لتبرئة نفسها "تتهم
المغرب وإسرائيل بالوقوف وراء هذه الجريمة دون دليل".
واعتبر مهني
في رسالة إلى غوتيريش، أن بلدا مثل الجزائر "لا يستحق مقعدا في الأمم المتحدة،
ناهيك عن الحديث عن التنمية المستدامة"، مضيفا أنه بالإضافة إلى الجزائرم
البيئية التي يقوم بها فإنه أيضا مستمرا في الإبادة الجماعية بالمنطقة، والتي
تمارس بوسائل خفية ومتنوعة، سواء كانت سياسية أو قضائية أو عسكرية، داعيا إلى
إدراج حق الشعب القبائلي في إنهاء الاستعمار على جدول أعمال الدورات القادمة
للجمعية العامة.