أكدت وزارة
الصحة والحماية الاجتماعية، أمس الجمعة، أنها تواصل تتبع الوضع الوبائي بالبلاد.
وشددت على عدم رصد أية حالة مرضية ناجمة عن السلالة الفرعية (EG.5.1) لمتحور
أوميكرون، داعية إلى ضرورة استكمال جرعات التلقيح لتعزيز المناعة ضد كوفيد-19.
وقال بلاغ
للوزارة، إن التقييم خلص إلى أن انتشار المتحور الفرعي (EG.5.1) وحدوث موجة
جديدة بالمملكة يبقى واردا، مع إمكانية تسجيل بعض الحالات الخطيرة أو حتى الوفيات،
خاصة ما بين الأشخاص المسنين وذوي الهشاشة المناعية أو المصابين بأمراض مزمنة
وأوضحت الوزارة،
في ذات البلاغ، أنه على الرغم من كون المملكة تعرف وضعا وبائيا مستقرا، مع عدم رصد
أية حالة مرضية ناجمة عن السلالة الفرعية (EG.5.1) لمتحور
أوميكرون لفيروس (السارس-كوف-2)، أو ما بات يعرف بسلالة (إيريس) لحد الآن، فقد
بادرت إلى استشارة اللجنة العلمية لكوفيد-19، من أجل تقييم المخاطر على الصعيد
الوطني وتقديم التوصيات اللازمة، وذلك في إطار اليقظة الوبائية والتأهب المستمرين
للمركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة.
وكشفت الوزارة
أن عددا من دول العالم شهدت خلال الأسابيع الماضية ظهور السلالة السالفة الذكر،
مضيفة أن منظمة الصحة العالمية لم تحدد بعد مدى ضراوتها.
هذا المتحور،
ورغم أن مخاطره منخفضة، إلا أنه تم رصده في 51 دولة، بما في ذلك كوريا الجنوبية
واليابان وكندا وأستراليا وسنغافورة وفرنسا والبرتغال وإسبانيا.
وتشير أحدث
البيانات إلى أن هذا المتحور يمثل الآن 17.4 بالمئة من حالات كورونا، أو واحدة من
كل ست إصابات، وهو ما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه ارتفاع ملحوظ.
وفي هذا الصدد،
قال الطيب حمضي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن المتحور الجديد، لا
يدعو للقلق، ولن يؤثر على الحياة العامة أو المنظومات الصحية، داعيا في المقابل
لتوخي الحذر وحماية ذوي الهشاشة.
ولفت حمضي في
تصريح لجريدة "مدار21" الإلكترونية، إن الاهتمام العالمي والوطني بهذا
المتحور الجديد، الذي ظهر في مارس الفارط، راجع للسرعة الكبيرة التي ينتشر بها في
الدول التي يصل إليها.
وأوضح المتحدث
أن هذه السرعة جعلته سائدا في كثير من الدول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية
وبريطانيا، وهو في الطريق ليصبح سائدا في دول أخرى.
وإلى جانب
السرعة في الانتشار، أشار الطيب حمضي إلى أن المتحور الجديد يتميز بالهروب
المناعي، بمعني أن الذين تلقحوا ومضى على آخر جرعة لهم أزيد من ستة أشهر أو أصيبوا
بكوفيد 19 قبل هذه المدة، وحصلوا على مناعة، يمكن أن يصابوا به.
وفي هذا السياق،
قال الباحث في السياسات والندم الصحية، إن مكتبسي المناعة بالإصابة أو التلقيح حتى
وإن أصيبوا غالبا لن تكون حالتهم خطيرة ولن تسجل وفيات في صفوفهم.
وبالنسبة
لأعراضه، أكد حمضي للجريدة أنها تشبه أعراض المتحورات السابقة، والتي تتمثل أساسا
في ارتفاع درجة الحرارة والألم في الرأس والحلق والتعب، لافتا إلى أن المتحور
الجديد لم يتبث لحد الساعة أنه أكثر شراسة او أكثر خطورة.
وقال الطبيب
المغربي إن هذا المتحور الجديد يذكرنا أن الفيروس مازال بيننا، ولذلك وجب توخي
الحذر وتنفيذ التوصيات، رغم الإعلان عن نهاية الطوارئ الصحية ضد كوفيد 19، ولكن
الفيروس مازال بيننا ويمكن أن يتحور مرة أخرى.
ودعا من ظهرت
عليهم الأعراض سواء صغارا أو كبار، أصحاء أو مرضى، أن يتبعوا الاحتياطات اللازمة،
والتي تتلخص في ارتداء الكمامة والحرص على التباعد والحذر من نقل العدوى للآخرين.
كما اعتبر أن
المتحور الجديد، يؤكد ضرورة استمرار المنظومات الصحية في العالم بأكمله في تتبع
المتحورات، وأن لا تعتبر المعركة انتهت مع كوفيد 19.
ووجه رسالة خاصة
للمسنين (65 سنة فما فوق)، والمرضى ذوي الأمراض المزمنة (السمنة، السكري، الضغط)
والمصابون بالسرطان وأمراض نقص المناعة، وكذلك النساء الحوامل، داعيا فيها إياهم
بحماية أنفسهم.
وأوضح أن
الحماية تكون عبر تلقي التلقيح كاملا، مؤكدا أنه إذا مر أكثر من 6 أشهر على آخر
جرعة يجب تلقي جرعة أخرى، خاصة أننا المغرب مقبل على شهر الخريف وبالتالي انتشار
أكبر للوباء.
كما طالب
المسنين وفور ظهور الأعراض عليهم، بالخضوع لاختبار كوفيد 19، وإذا كان إيجابيا يجب
أن يأخدوا العقارات المضادة للفيروسات والتي تساهم بشكل كبير في الحماية من تطور
الحالات.
ولم يستبعد حمضي
ظهور موجة جديدة، وذلك بسبب كثرة اللقاءات والتجمعات والحفلات في فصل الصيف
وتزامنا مع موجة ارتفاع الحرارة، إضافة لمرور أشهر على تلقي جل المغاربة لآخر جرعة
أو آخر إصابة، وهو ما يساهم في ضعف المناعة وبالتالي سهولة الإصابة.