وتيرة الحياة
أصبحت بدون نقطة وصول، وعجلتها أصبحت سريعة الدوران، والكل قد انشغل بتفاصيل حياته
اليومية، وتناسى أغلبنا بعض العادات الطيبة، والأخلاق الجميلة، التى تربينا عليها
منذ نعومة أظافرنا.
من هنا تأتي
بادرة ثاني أيام العيد "لمة أولاد الحومة" ولاد " فاس الجديد"
لتُعيد هذا المجتمع الصغير والأصيل إلى أخلاقه الجميلة، وتُعلى من القيم
الإنسانية، وترسخ للرقى والتلاقي والمحبة بين الجميع.
هذه
"اللمة" السنوية أصبحت كفيلة بإعادة التوازن داخل الشخص نفسه، وتحديد
بوصلته، ومنحه طاقة إيجابية وقيم إنسانية، قادرة على نشر السعادة والمحبة، هذا
اللقاء "اللمة" كانت وستظل، لها مفعول السحر.
مع ظهور وسائل
التواصل الإجتماعي، والإنشغالات الحياتية اليومية، كل هذه الأمور ساهمت بشكل كبير
فى اختفاء "التجمعات الحقيقية"، وظهور "التجمعات الافتراضية"،
وأصبح لزاما علينا العودة إلى الحقيقية، العودة إلى لم الشمل، ولقاء القريب
والبعيد فى مكانا واحد، حتى لو مرة كل سنة، نتقاسم الضحكات، ويصير بيننا حديث،
وترى الوجوه بعضها، قبل أن ننسى ملامح بعضنا، فنجلس ونتحدث، بدلا من التعامل من
خلف هواتفنا التي لن تستطيع أن تظهر لا أحزننا ولا فرحنا، وبكل بساطة فمنصات
التواصل الاجتماعى مهما تعددت فلن تكون بديلة عن دفء اللقاء والتصافح والعناق. ولن
تعوض ضحكات صافية تخرج من القلوب في ساعة هناء وفرح.
لمة
"ولاد الحومة ولاد فاس الجديد" في ثاني أيام عيد الأضحى، تمتاز بأنها
تجمع بين كل الأجيال، من مولاي ادريس اللاعب الصلب والفنان بمنتخب مكسيكو 1970
بارك الله في عمره، إلى ادريس كرامي لاعب المغرب الفاسي، والحارس العملاق عبد
المجيد جليلة، وعمرمونفير (اعويرة)، وباعلي لاعب الوداد الفاسي، وباسم الهواري النجم السابق للمغرب
الفاسي والمنتخب الوطني لكرة السلة، وعبدالوهاب عتيق عميد المنتخب المغربي لكرة
القدم في ألعاب البحر الأبيض المتوسط الغائب الذي استفاد من التفاتة مولوية، نتمنى
له حجا مبرورا وسعيا مشكورا، وكذا عبد الله بناي المدافع الصلب لفريق المغرب
الفاسي الذي نتمنى الله أن يعجل بشفائه، والكثير من الوجوه التي أثثت وأثرت الفضاء
الرياضي بمدينة فاس، نعتذر عن عدم ذكر أسمائمهم.
لمة ولاد فاس
الجديد تجمع كل أطياف المجتمع، الرياضي والفنان، المحامي والقاضي، الأستاذ
والدكتور، الصانع والتاجر، الطالب والتلميذ، الأب والإبن الجد والحفيد.
لمة
"ولاد الحومة ولاد فاس الجديد" مناسبة لدعم العلاقات الإنسانية وصلة
الرحم، وفرصة لنقل الموروثات، وإحياء الذاكرة والذكريات، وهي جسر الأمان للحفاظ
على هذه العادة الطيبة لنقلها من جيل إلى جيل، حتى يظل حي "فاس الجديد"
الذي عمر 8 قرون، حيا بكل ما أعطى وبكل ما يحمل من تاريخ وأصالة.
فكل التحية
والتقدير للأخ "حسن الرياحي" مبدع هذه المبادرة والمشرف عليها، الذي لن
نستطيع أن نجد الكلمات المناسبة لشكره، ونقول له بكل براءة "الله يرحم
الوالدين".