بقلم حورية
اقريمع
...كانت تحوم حولي تسترق النظر لما أكتبه بين
الفينة والأخرى تتابعني بصمت وفي عينيها
لمعة من الإندهاش ...قطعت جو الصمت وأومأت إليها مبتسمة أن تقترب ، رحبت بالفكرة
وأخذت الكرسي وجلست قبالتي
سألتها: هل أطلب
لك فنجان قهوة
نظرت في عيني
مباشرة: أكملي فنجانك وحسب سوف يبرد إن أهملته بهذا الشرود...وأردفت: أريد أن أقرأ
لك الفنجان فما رأيك؟!!
لم أجبها
...فاعتبرت سكوتي موافقة
نظرت إلى
الفنجان وقطبت حاجبيها بعدها أردفت قائلة: أراه هناك شاب أسمر يأتي من بعيد حاملا
مفاتيح كثيرة ...لكن في كل مرة يحاول أن يفتح الأبواب يجدها محكمة الاغلاق...يبدو
أن أهلك يرفضون فكرة الارتباط...
كنت أتابعها
باهتمام...وأنا منتشية بصوت سيدة الطرب " إنت عمري" فقد كانت لدي رغبة
في مواصلة حديثها رغم أنني لم أعلن عنها وأعلم أنها لمحتها في عيني المتوقدتين....
_لكنك لم تخبريني المهم...هل سيكتب لنا أن
نلتقي مجددا..!!!
_ من يدفع أكثر يحظى بالمزيد...
_ حسنا ...لابأس وقبل أن أكمل كلامي رن هاتفها
على اتصال أفزعها من مكانها فتحت الخط...
ساعتها أشحت
ببصري عنها ورحت أتأمل سحر الأمواج المتلاطمة...حتى سمعتها تقول : لقد مللت هذا
الوضع من أين يا ترى أحضر له هذا المبلغ كله وأنا بالكاد أوفر ما أحتاجه أعمل في
الصباح كقارئة فنجان على قارعة الطريق وبالليل أبيع جسدي هنا وهناك.....
بعد أن انتهت من
مكالمتها أشارت إلي:
لم تدفعي
بعد....
ساعتها أتى
النادل مسرعا وصرخ في وجهها وأمرها بالابتعاد وقال: سيدتي...إن كانت تزعجك
أطردها...
أومأت له أن
يتركها....بعد اذنك أحضر لها عصير برتقال... وأخرجت من حقيبتي ورقة نقدية من فئة
عشرون درهما ناولتها إياها وأردفت قائلة:
...يتبع